وفي مجالس ابن الشيخ عن أبيه عن أحمد بن محمّد بن الصلت عن أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة عن أبي عبد اللَّه بن على عن جدّه عبد اللَّه عن أبيه عن الرضاء عن آبائه عن على عليه السّلام قال لما صرفت القبلة أتى رجل قوما في صلاتهم قال إن القبلة قد تحولت فتحولَّوا وهم ركوع .
وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله تعالى : « وقالَتْ طائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهارِ واكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ » ، فان رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم لما قدم المدينة وهو يصلَّى نحو البيت المقدس أعجب ذلك اليهود فلما صرفه اللَّه عن البيت المقدس إلى بيت اللَّه الحرام وجدت اليهود من ذلك وكان صرف القبلة صلاة الظهر فقالوا صلى محمّد الغداة واستقبل قبلتنا فآمنوا بالذي انزل على محمّد وجه النهار واكفروا آخره يعنون القبلة صلاة الظهر حين استقبل القبلة رسول اللَّه المسجد الحرام لعلهم يرجعون إلى قبلتنا . أتى به في إزاحة العلة .
وقال العلامة في التذكرة نحو ما رواه علي بن إبراهيم عن الصادق عليه السّلام إلا أنه قال وكان الناس بقبا في صلاة الصبح فأتاهم آت فقال إن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم قد نزل عليه الليلة قرآن وقد أمران يستقبل الكعبة فاستقبلوها وكانت وجوههم إلى الشام فاستداروا إلى الكعبة .
أقول ما ذكره العلامة ره في التذكرة يوافق بعض ما أتى به الجمهور في جوامعهم منهم السمهودي في وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى ( ص 257 ج 1 طبع مصر 1336 ه ) حيث روى عن ابن عمر أنه قال بينما نحن في صلاة الصبح بقباء جاءهم رجل فقال إن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم قد أنزل عليه الليل قرآن وقد أمر أن يستقبل الكعبة إلا فاستقبلوها وكانت قبلة الناس إلى الشام فاستداروا وتوجهوا إلى الكعبة ثم قال وهو في الصحيحين بلفظ كانت وجوههم إلى الشام فاستداروا إلى الكعبة وفي لفظ كانوا ركوعا في صلاة الصبح . انتهى .

369