استقبال القبلة في الصلاة الواجبة واجب وشرط وهو إجماع العلماء كافة .
وأمّا العقل فلإبتناء ذي المقدمة عليها وهي شرط فلا بد في تحصّل المشروط من تحصيله . وقد ابتنت عليها في الشريعة أمور كثيرة فلا بد من معرفتها لوجوب التوجه إليها في الصلاة المفروضة يومية كانت أو غيرها إلا في صلاة شدة الخوف ، بل في جميع الصلوات مفرضة كانت أو مندوبة وإن كان في الندب قولان . واستقبالها عند الذبح والنحر إلا مع التعذر ، واحتضار الأموات وغسلهم ودفنهم ، وحرمة استقبالها واستدبارها في التخلية . وكراهية الجماع مستقبلها ومستدبرها .
واستحباب استدبارها حال الزيارة وحالة النوم على الهيئة التي يدفن الميّت ، واستحباب الجلوس نحوها ، أو استدبارها على خلاف للقضاء واستحباب استقبالها في الدعاء بل مطلقا إلا في مواضع التحريم والكراهة .
وانما استثنى صلاة الخوف لأنّه يسقط اشتراط استقبال القبلة في شدة الخوف لعدم التمكن ، وقوله تعالى : « فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ الله » ، وقوله عليه السّلام في صحيحة زرارة وفضيل الواردة في صلاة الخوف يصلى كل إنسان منهم بالإيماء حيث كان وجهه . وفي صحيحة زرارة ولا يدور القبلة ولكن أينما دارت دابته غير أنه يستقبل بأول تكبيرة حين يتوجه . كما في المنتهى والمدارك .
واستدبارها حال الزيارة ناظر إلى ما قال الشهيد قدس سره في آداب الزيارة من الدروس : رابعها استقبال وجه المزور واستدبار القبلة حال الزيارة .
وفي الأمر في القضاء قال المحقق الكركي في جامع المقاصد بعد ما نقل عبارة العلامة في القواعد وهي قوله ره يستحب للجلوس للقضاء قال : ظاهره أن الاستحباب للقضاء إذا جلس للقضاء ، وقيل يستحب له الاستدبار ليكون وجه الخصوم إلى القبلة وهو الأشهر واختاره في كتاب القضاء .

363