الآية في المدينة . على أن فيه تأكيدا لأمر القبلة وترغيبا وتحضيضا للأمة على متابعة الرسول صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم .
وقوله تعالى : « جَعَلَ الله الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرامَ قِياماً لِلنَّاسِ » ( مائدة 98 ) .
وقوله تعالى : « فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً » ( روم 31 ) حيث سئل أبو بصير أبا عبد اللَّه عليه السّلام عنه قال عليه السّلام أمره أن يقيم وجهه للقبلة ليس فيه شيء من عبادة الأوثان خالصا مخلصا ( وسائل ) .
وقوله تعالى : « وأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ » ( أعراف 30 ) حيث روى الحلبي عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام قال : مساجد محدثة فأمروا أن يقيموا وجوههم شطر المسجد الحرام والأمر يقتضي الإيجاب .
وأما السنة فعن زرارة قال سألت أبا جعفر عليه السّلام عن الفرائض في الصلاة فقال :
الوقت والطهور والقبلة والتوجه والركوع والسجود والدعاء ، قلت ما سوى ذلك ؟ فقال : سنة في فريضة .
وفي الفقيه في باب ابتداء الكعبة وفضلها عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام . هذا بيت استعبد اللَّه به خلقه ليختبر طاعتهم في إتيانه فحثّهم على تعظيمه وزيارته وجعله محلّ أنبيائه وقبلة للمصلين له . الحديث .
وفيه أيضا في باب القبلة قال أبو جعفر عليه السّلام لزرارة لا تعاد الصلاة إلا من خمسة : الطَّهور ، والوقت ، والقبلة ، والركوع ، والسجود .
وفي الوسائل : محمّد بن على بن الحسين قال قال النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ما يعمل ابن آدم عملا أعظم عند اللَّه عز وجل من رجل قتل نبيّا أو هدم الكعبة التي جعلها اللَّه عز وجل قبلة لعباده . الحديث . وغيرها من الروايات الواردة في المقام وإنما أتينا بنزر منها تبركا بذكرها ونقلها .
أمّا الإجماع فبديهي لا كلام فيه بل عدّت من ضروريات الدين . وفي المعتبر

362