إسم الكتاب : دروس معرفة الوقت والقبلة ( عدد الصفحات : 640)

وأما تحصيل ارتفاع الشمس فقد دريت في الدروس الماضية أنّ الارتفاع قوس من دائرة الارتفاع بين نقطة مفروضة من الفلك وبين دائرة الأفق من الجانب الأقرب ولتحصيل قوس الارتفاع طرق رياضيّة كثيرة مذكورة في الأزياج الإسلامية والكتب المبسوطة في هذا الفن كأفراد المقال في أمر الظلال والقانون المسعودي وكذا بالآلات النجومية كالاسطر لأب والربع المجيب وغيرهما ولعلنا نأتي ببعضها في مباحثنا وقد مضى نقل طريق واحد منها .
ونهديك دستورا سهلا لصنعة آلة يؤخذ بها قوس الارتفاع ويستفاد منه أمور أخرى تذكر في محالَّها وهو أن تأخذ قطعة خشب أو برنج أو جوهر آخر مربعة كانت أو مستطيلة ، مستوية السطوح غاية التسوية ، صالحة الثخن والوزن ترسم على أحد وجهيها ربع دائرة مدرجا بتسعين درجة متساوية وان أمكن تجزية الدرجات بالدقائق كان العمل أدقّ وتثقب مركز الربع أعني مركز الدائرة ثقبة دقيقة وتسلك فيها خيطا دقيقا محقّقا معقودا عليه ، طوله أطول من نصف قطر الدائرة بقليل بحيث يخرج من محيط الربع بقليل ويعلق ذلك الخيط مع شاقول يناسب القطعة وزنا وحجما ، وينصب على ضلعها التي يلي الفوق لبنتان مربعتان أو مستطيلتان من خشب أو برنج أو جوهر آخر مثقوبتان متساويتان متقابلتان أي يكون بينهما فاصلة معتنى بها على قدر إصبعين أو أكثر .
وإذا أردت أن تعلم قوس الارتفاع بها تأخذها على هيئة تكون صفحتها التي رسم عليها الربع جانب الشمس أو الكوكب مثلا بحيث تنفذ شعاع الشمس أو شعاع البصر من اللبتين معا فالخيط حينئذ واقع على جزء من اجزاء الربع لا محالة فيعدّ من ابتداء يسار الربع إلى حيث وقع الخيط فالقوس التي بينهما هي قوس الارتفاع وهذه صورتها :

281