نام کتاب : دروس معرفة الوقت والقبلة نویسنده : حسن حسن زاده آملى جلد : 1 صفحه : 258
وعبّرهما بالخيطين مجازا . والظَّاهر أن وجه تشبيههما بالخيط لدقّتهما كالخيط لأنّ بياض الصبح في أول طلوعه يكون مشرقا خافيا فيزداد انتشارا ، وسواد الليل وقتئذ يكون منقضيا مولَّيا فيزداد استتارا فهما جميعا ضعيفان دقيقان كالخيط . وتحقيقه أنّ الفصل المشترك بين ما انفجر أي انشقّ من الضياء وبين ما هو مظلم بعد يشبه خيطين اتّصلا عرضا فالَّذي انتهى إليه الضياء الخيط الأبيض والذي ابتدأ منه الظلام الخيط الأسود . وكلمة من بيانيّة أي الخيط الأبيض من الفجر ، واستغنى به عن بيان الخيط الأسود لأنّه يعلم بالتبع . وقد مال بعض إلى أنّها للتبعيض ولكنّه وهم . وفي الدر المنثور للسيوطي ( ص 199 ج 1 ) : وأخرج أبو بكر بن الأنباري في كتاب الوقف والابتداء ، والطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود ؟ قال : بياض النهار من سواد الليل وهو الصبح . قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال نعم أما سمعت قول أميّة : الخيط الأبيض ضوء الصبح منفلق * والخيط الأسود لون الليل مكموم ونقله في الإتقان أيضا ( ص 130 ج 1 ) إلَّا أنّ فيه : وهو الصبح إذا انفلق . وفي الدر المنثور أيضا : وأخرج سفيان بن عيينة وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وابن جرير وابن المنذر والبيهقي عن عدي بن حاتم قال لما أنزلت هذه الآية وكلوا واشربوا حتى يتبيّن لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود عمدت إلى عقالين أحدهما أسود والآخر أبيض فجعلتهما تحت وسادتي فجعلت أنظر إليهما فلمّا أصبحت غدوت على رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم فأخبرته بالَّذي صنعت فقال إنّ وسادك إذا لعريض إنّما ذاك بياض النهار من سواد الليل . وفي كتاب الأزمنة والأمكنة للمرزوقي : قال إنّ وسادتك إذن لعريض ، الليل والنهار إذن تحت وسادتك إنما ذلك الليل والنهار .
258
نام کتاب : دروس معرفة الوقت والقبلة نویسنده : حسن حسن زاده آملى جلد : 1 صفحه : 258