نام کتاب : دروس معرفة الوقت والقبلة نویسنده : حسن حسن زاده آملى جلد : 1 صفحه : 255
كان الأكثر كانت تلك القوس الواقعة بين النقطتين أعظم . وإذا بلغ العرض مثل تمام الميل الكلى فما فوقها فلا يكون للشمس في المنقلب الصيفي انحطاط أصلا لأن مدار المنقلب على الأوّل أعظم المدارات الأبدية الظهور وعلى الثاني يدور فوق الأفق . واعلم أن البياض المستدق المستطيل المنتصب الموازي لذنب السرحان آخر الشفق قلَّما أن يتنبه له الناس ويدركونه والسرّ في ذلك أنّ الهواء حينئذ كدر بسبب ما يكون الناس فيها من الأشغال ، وبغلبة الحرّ الدخاني المكتسبة من حرارة النهار ، بخلاف الصبح فإن الهواء فيه يكون مائلا إلى الصفاء والبياض للرطوبة المكتسبة من برودة الليل ولعدم أشغال معتدة تكدره فبتلك العوائق الطارية إنّ ذنب السرحان لا يرى في الشفق . لا كما ذهب إليه العلامة أبو ريحان البيروني في القانون المسعودي ( ص 949 ج 2 ) وتبعه المحقق الشريف والفاضل الفخري في شرح التذكرة حيث قال الأول : « وإنما لا يتنبه الناس له لأنّ وقته عند اختتام الأعمال واشتغالهم بالاكتنان ، وأمّا وقت الصبح فالعادة فيه جارية باستكمال الراحة والتهيّؤ للتصرّف فهم فيه منتظرون طليعة النهار ليأخذوا في الانتشار ، فلذلك ظهر لهم هذا وخفي ذلك » . وقال الأخير : « لوقوعه في وقت النوم ورجوع الناس إلى مساكنهم للاستراحة بخلاف أول الصبح فإنّه وقت استكمال الراحة والاستعداد للمصالح ينتظرون فيه طليعة النهار بطلوع الفجر فينشر لإسعاف حوائجهم » . كيف لم يكن دليلهم هذا عليلا وإن أحد انتظر غروب الشفق لا يدرك ذلك الخيط الشبيه بذنب السرحان غالبا كما يدركه أول طلوع الصبح . وجملة الأمر أنّ هذا الحكم رياضي لا يخصّص ولا يعتريه ريب ولا يشوبه عيب إلَّا أنّ الطواري تمنعنا عن إدراكه .
255
نام کتاب : دروس معرفة الوقت والقبلة نویسنده : حسن حسن زاده آملى جلد : 1 صفحه : 255