يكون بين نجم القطب والقطبَ 29 ً 55 و 1100 + نصف 25868 أي 12934 = 15034 أي في تلك السنة يكون نجم القطب على بعده الأبعد عن القطب أيْ 45 َ 33 ً 5 وبقرب سنة 2300 ق م كان النجم الثالث من ذنب الثعبان نجم القطب إذ كان بعده عن القطب يومئذ 10 فقط . انتهى ما أردنا من نقل كلام فانديك في المقام فعلمت أن نجم القطب قرب من القطب نحو 6 ( ْ 1 َ 22 - ْ 1 َ 14 = َ 6 ) ولا يزال يقرب إلى القطب في هذه الأعصار .
أقول : الدب الأصغر يسمّي ببنات النعش الصغرى أيضا ، والجدي يسمّي بجدي القبلة أيضا كما صرّح به العلامة البيروني في القانون المسعودي ( ص 1014 ج 3 ) . وذلك لما يعرف بهذا النجم سمت القبلة .
قوله : هذا النجم يدور حول القطب إلخ يعنى أن هذا النجم يدور حول القطب ما كان بينه وبين قطب المعدل بعدا لا على الإطلاق لأنّه قد ينطبق بحركته الخاصّة على القطب فلا مدار له أصلا وقتئذ .
قال العلامة نصير الدين الطوسي في التذكرة : « الجدي سينتهي إلى القطب الشمالي » وقال الشارح الفاضل المدقق عبد العلى البرجندي في شرحه : هذا مثال للاختلاف بالقياس إلى المعدل وهذا الكوكب من كواكب الدب الأصغر ، قال المطرزي في المغرب يسميه العرب جدي الفرقد بفتح الجيم وسكون الدال لكن المنجمين يقولونه بلفظ التصغير فرقا بينه وبين الجدي الذي هو البروج وإنما ينتهى إليه لأن عرضه الشمالي ست وستّون جزءا بلا كسر وهو مساو لتمام الميل الأعظم تقريبا فإذا وصل إلى رأس السرطان الذي بعده عن قطب المعدل بمقدار تمام الميل الأعظم قرب من القطب جدّا وذلك بعد ستمائة وعشرين سنة شمسيّة من زماننا هذا وهو سنة ألف وثمانمائة روميّة وذلك لأن بطليموس ذكر في المجسطي أن موضعه في أول سنة ست وثمانين وثمانمائة من تاريخ بخت نصر هو الدقيقة العاشرة من أول الجوزاء أو أوّل هذه السنة قريب من أول سنة إحدى وخمسين وأربعمائة

225