الخفي على قطبها الآخر أعني نقطة الجنوب في البلاد الشمالية ونقطة الشمال في البلاد الجنوبيّة وذلك لأنّ نقطتي تماس مداري المنقلبين والأفق هما قطبا أول السماوات لأنّ تماس أعظم الأبدية الظهور أو الخفاء إنما يكون على نقطتي الشمال والجنوب فبالضرورة يكون تماس المنقلبين والأفق أيضا على هذه النقطة .
ويقع الاعتدال الربيعي على نقطة المشرق والخريفي على نقطة المغرب . وهذا شامل للبقاع الشمالية والجنوبيّة جميعا ففي الأولى أعني الآفاق الشمالية القطب الظاهر هو القطب الشمالي والاعتدال الربيعي أول الحمل والانقلاب الصيفي أول السرطان . وفي الثانية أعني الآفاق الجنوبية القطب الظاهر هو القطب الجنوبي والاعتدال الربيعي أول الميزان والانقلاب الصيفي أول الجدي .
وإنما كان المنطبق على نقطة الشمال هو رأس السرطان وعلى نقطة الجنوب هو رأس الجدي دون العكس لامتناع صيرورة الجدي شماليا عن المعدل والسرطان جنوبيا عنه .
وكلما وصل المنقلبان إلى الأفق وقطبا منطقة البروج إلى سمتي الرأس والقدم صارت المارة بالأقطاب الأربعة منطبقة على دائرة نصف النهار .
ولمرور منطقة البروج بقطبي أول السماوات تمرّ هي أيضا بقطبيها فيكون قطبا البروج على نقطتين مشتركتين بين نصف النهار وأوّل السماوات أي على سمتي الرأس والقدم .
فإذا زال قطب البروج الظاهر بالحركة الأولى عن سمت الرأس إلى جانب الغرب وقطبها الخفي عن سمت القدم إلى جانب الشرق ارتفعت ستة من البروج أعني النصف الشرقي من المنطقة دفعة عن الأفق وانحط نصفها الأخر عن الأفق كذلك لأن قطبي البروج لما افترقا عن قطبي الأفق تقاطع الأفق والمنطقة عند نقطتي الشمال والجنوب على التناصف . ولأن الافتراق المذكور لمّا كان بالحركة الأولى كان المرتفع عن الأفق هو النصف الشرقي والمنحط عنه النصف الغربي . ثم

174