ولقائل أن يقول هب أن المراد من الحديث كون القمر في صورة العقرب ولكن ما المانع على أن يكون مقدار كون القمر زمانا في صورة العقرب على ما قرّر عند أهل النجوم وتوهم التعسّر والتعذر لعامة الناس حينئذ مدفوع لأنّ لهم أن يراجعوا فيما لا يعلمون إلى العالم به .
وذهب السيد الطباطبائي في آداب السفر من كتاب الحج من العروة الوثقى إلى الثالث حيث قال : وليتجنّب السفر من الشهر والقمر في محاق أو في برج العقرب أو صورته فعن الصادق عليه السّلام من سافر أو تزوّج والقمر في العقرب لم ير الحسنى انتهى .
وهو موافق الاحتياط لا ينبغي تركه ووجهه ظاهر ، وأوثق الأقوال في ذلك هو كون القمر في صورة العقرب أي البرج الطبيعي منه حقيقة على ما هو المقرّر عند أهل الصناعة .
قال الشهيد الثاني في المسالك في بيان الحديث : إن للعقرب من المنازل القلب وثلثي الإكليل وثلثي الشولة وذلك منزلتان وثلث وأما الزبانا وثلث الإكليل فهو من برج الميزان كما أن ثلث الشولة الأخير من برج القوس - إلى أن قال : فلا كراهة في منزلة الزبانا مطلقا وأما المنزلتان المتطرفتان فإن أمكن حفظهما وإلَّا فينبغي اجتنابه والقمر فيهما حذرا من الوقوع فيما كره منهما . انتهى أقول إنّ أهل الحساب قسموا فلك البروج ثمانية وعشرين قسما متساويا مبتدءا من أول الحمل وسموا كل قسم منزلا ولما كان دور الفلك 360 درجة فأصاب كل منزلة منها اثنتي عشرة درجة وستة أسباع . ولما كان البروج اثنى عشر والمنازل ثمانية وعشرين فوقع في كل برج منزلتان وثلث . ولذا قال الشهيد إنّ للعقرب القلب وثلثي الإكليل وثلثي الشولة يعني ابتداء برج العقرب يحتوي ثلثي الإكليل ووسطه منزل القلب بتمامه وآخره ثلثي الشولة فثلث الإكليل الذي قبل برج العقرب داخل في الميزان ، وثلث الشولة الذي بعده داخل في القوس .

163