أول الحمل أي نقطة الاعتدال الربيعية إلى تقاطعها مع نصف دائرة عرضيّة إن كان عديم العرض ، أو إلى تقاطعها مع نصف عرضيّة تمرّ بالطرف الأعلى من الخط الخارج من مركز الأرض إلى مركز الكوكب إن كان ذا عرض وهذا التقاطع في الصورتين هو المسمى بموضع الكوكب وإذا تحرك الكوكب ينتقل هذا التقاطع وهذا الانتقال هو المعنى بحركة الكوكب في الطول وكان الأولى أن نقدم ذكر طول الكوكب في مباحث منطقة البروج إلَّا أنّ تعريفه لما كان مبتنيا على معرفة دائرة العرض أتينا به هيهنا . كما أن الأولى كان تأخير البحث عن تقسيم منطقة البروج إلى البروج إلى هيهنا لابتنائه على دوائر العرض أيضا كما تقدم إلا أنا قدمناه تسامحا .
والمراد من التوالي هو من المغرب إلى المشرق وانما اعتبر التوالي هكذا لأن حركات الكواكب في أكثر الأحوال غربية والمقصود من اعتبار البروج ضبطها وانما أخذ الطول من نقطة الاعتدال البربيعية دون غيرها من إجزاء منطقة البروج لأنّها جعلت مبدءا اصطلاحا وكان أولى النقط بذلك لأنّ الشمس إذا حلَّت فيها استأنفت الكائنات في معظم المعمورة أحوالها وحدثت فيها شبه الحياة بعد ما عرض لها شبه الموت ، ولأنّها بعد المجاوزة عنها تصير إلى جانب الشمال الذي هو بسبب كثرة العمارة أشرف من الجنوب :
ويسمي الطول تقويما أيضا لأن التقويم هو التعديل والتسوية لغة ومعرفة طول السيارات يحتاج إلى تعديل وتسوية . وسيأتي في طول الكوكب وعرضه زيادة بيان وتوضيح في الدروس الآتية إن شاء اللَّه تعالى .
وأعلم أن هذه العظام المذكورة خمس دوائر تتوهم على السّماويات من غير ملاحظة السفليات ثلاث منها اشخاص بأعيانها ، هي معدل النهار وفلك البروج والمارة بالأقطاب الأربعة ، واثنتان منها نوعان لهما اشخاص بلا نهاية هما دائرة الميل ودائرة العرض . وأمّا التي تلاحظ في توهمهما السفليات أي الأرض وما عليها فهي الخمس الآتية .

140