درس 75 الأهلة والشهور القمرية « يَسْئَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ والْحَجِّ » ( البقرة 190 ) .
هو الذي جعل الشمس ضياءا والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ( يونس 6 ) .
لا يخفى على من اعتبر أمور الدين الإسلامي ولو قليلا ، أن ابتداء الشهور عند المسلمين يتعلق برؤية الهلال . ولمّا كان أول هلال لا يمكن رؤيته إلَّا عند غروب الشمس لزم أن يكون وقت الغروب مبدءا للشهر القمري .
ولا يعتبر عودة القمر في نفسه بل عودته إلى الشمس القريبة من عودته في نفسه ليكون استنارة القمر في أوائل الشهور وأواسطه وأواخره بل في جميع أجزائه على نسق واحد فالشهر مأخوذ من تشكلات القمر النورية . ولا يخفى عليك أن أقرب أوضاع القمر من الشمس إلى الإدراك هو الهلال فإن الأوضاع الأخرى من المقابلة والتربيع وغير ذلك لا يدرك إلَّا بحسب الحساب أو التخمين فان القمر يبقى على النور التام قبل المقابلة وبعدها زمانا كثيرا ، وكذلك غيره من الأوضاع .
وأما وضعه منها عند دخوله في تحت الشعاع وان كان يشبه الوضع الهلالي في ذلك ،

523