درس 72 بناء جدار مسجد المدينة بأمر رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم واستنباط الشكل الظلي ، - أي المماس وتانژانت - منه قد دريت في البحث عن صرف رسول اللَّه في المدينة من البيت المقدس إلى الكعبة أن سمت قبلة المدينة المنصوص من عمله مع بعد المسافة بين البلدين الشريفين أنما هو من معجزاته الفعلية الباقية إلى زماننا هذا ، ولم يكن إلَّا بالأمر الإلهي فقط . ولم يتفوّه أحد من الصحابة وسائر الناس مع كثرة مراقبتهم وتجسّهم في جميع اعماله وأحواله من جليلها ودقيقها أنّه عين خط السمت بقوسي الطول والعرض أو تمسك بأدوات رصدية مثلا ، مع أنه قال محرابي على الميزاب والمسافة نحو مائة فرسخ . ولما كان الميزاب على الجانب الغربي من مكَّة ، وقبلة المدينة مائلا عن الجنوب إلى المغرب ميلا قليلا كأنهما واقعان تحت دائرة واحدة من نصف النهار ، قال : محرابي على الميزاب .
وانما غرضنا الآن بيان فعل معجز آخر منه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ، وهو تعيين وقت زوال كل يوم في غاية الاستواء والتعديل ، على أساس علمي رصين صار دليلا لمهرة الفنون الرياضية على استنباط الشكل الظلي منه ، فنقول

505