نام کتاب : دراسات في ولاية الفقيه وفقه الدولة الإسلامية نویسنده : الشيخ المنتظري جلد : 1 صفحه : 393
الرسول وجعل علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) الوصي ، ثم قال : " ما كان لهم الخيرة . " يعني ما جعلت للعباد أن يختاروا . ولكني أختار من أشاء فأنا وأهل بيتي صفوة اللّه وخيرته من خلقه . [1] 10 - وفيه أيضاً عن الخصال بسنده ، عن المفضل ، عن الصادق ( عليه السلام ) قال : قلت له : يا بن رسول اللّه ، كيف صارت الإمامة في ولد الحسين ( عليه السلام ) دون ولد الحسن ( عليه السلام ) وهما جميعاً ولدا رسول اللّه وسبطاه وسيدا شباب أهل الجنّة ؟ فقال : " إنّ موسى وهارون ( عليهما السلام ) كانا نبيين مرسلين أخوين ، فجعل اللّه النبوة في صلب هارون دون صلب موسى ، ولم يكن لأحد أن يقول : لِمَ فعل اللّه ذلك ؟ وإِنَّ الإمامة خلافة اللّه - عزّوجلّ - ، ليس لأحد أن يقول : لِمَ جعلها اللّه في صلب الحسين دون صلب الحسن ، لأن اللّه هو الحكيم في أفعاله ; لا يسأل عما يفعل وهم يسألون . " [2] إلى غير ذلك من الاخبار المساوقة لما ذكر . أقول : بالتأمّل التامّ في الروايات المذكورة وغيرها ، وفي كلمات الأصحاب التي مرّ بعضها يظهر أن النص إِنّما اعتبر طريقاً إِلى تشخيص العصمة وسائر الكمالات و المقامات العالية المعنوية الخفيّة التي لا يطلع عليها إِلا اللّه - تعالى - . ولا توجد إِلا في الإمام المعصوم ، أعني الأئمة الاثني عشر من العترة المعيّنين بالاسم والشخص . فلا دليل على اعتباره في الفقهاء العدول الذين أثبتنا ولايتهم في عصر الغيبة إِجمالا . كما لم نعتبر فيهم العصمة أيضاً ، كما مرّ بيانه . بل الظاهر من لفظ النص ليس إِلا تعيين الفرد باسمه وشخصه . فلا يطلق على الفقيه العادل على فرض القول بنصبه بالنصب العام أيضاً أنه إِمام منصوص عليه . كما أن الظاهر من اختيار اللّه واختيار رسوله أيضاً اختيار الأشخاص المعيّنين . اسماً وشخصاً ، كأمير المؤمنين ( عليه السلام ) والأئمة الطاهرين من ولده ، كما يظهر من خبر ابن سنان وخبر انس . ولو قيل باعتبار ذلك في عصر الغيبة أيضاً كان مقتضاه تعطيل الحكومة بالكلية ، لوضوح أن تعيين الأشخاص واختيارها من بين الواجدين
[1] بحار الأنوار 23 / 74 ، باب أن الإمامة لا تكون إِلاّ بالنّصّ ، ذيل الحديث 22 . [2] بحار الأنوار 23 / 70 ، باب ان الإمامة لا تكون إِلاّ بالنّصّ ، الحديث 6 .
393
نام کتاب : دراسات في ولاية الفقيه وفقه الدولة الإسلامية نویسنده : الشيخ المنتظري جلد : 1 صفحه : 393