على تصحيح ما يصح عنهم [1] ، ومع ذلك هو ممن صرح الشيخ في " العدة " بأنه لا يروي إلا عن الثقة [2] ، ومع جميع ما ذكر ، اتفق أهل الرجال على أن مراسليه مقبولة في حكم المسانيد [3] ، وذكروا وجهه ، وهو في غاية الجلالة والعظم والزهد والتقوى ، سيما في ضبط الحديث ، كما لا يخفى على المطلع . ومع جميع ما ذكر انجبرت بالشهرة بين الأصحاب ، والخبر المنجبر وإن كان ضعيفا ، كما هو الحق المحقق في محله ، والمسلم عند الفقهاء القدماء والمتأخرين إلا نادر من متأخري المتأخرين ، لشبهة ضعيفة ، ولهذا ترى الفقهاء المتقدمين والمتأخرين في المسائل الفقهية بنوا على ذلك [4] ، مثل : حد السعي لطلب الماء في التيمم عملوا برواية السكوني [5] ، وتركوا ما في صحيحة زرارة " فليطلب ما دام [ في ] الوقت " [6] . . إلى غير ذلك من الأحكام الفقهية ، بل قل ما يكون [7] مستنده حديثا صحيحا ، سيما الصحيح السالم عن المعارض ، ولعله لا يكاد يوجد على الصحيح المذكور ، فإنا لله وإنا إليه راجعون في موت الفقه ، ألا ترى أن الشارح لا تكاد توجد مسألة فقهية خالية عن الاضطراب عنده . والحاصل ، أن المرسلة مع انجبارها بالجوابر الكثيرة ، منجبرة - أيضا - بأخبار قوية كثيرة في غاية الكثرة ، بل ربما وصلت التواتر :
[1] لاحظ ! رجال الكشي : 2 / 830 . [2] عدة الأصول : 1 / 386 . [3] لاحظ ! ذكرى الشيعة : 4 ، تعليقات على منهج المقال : 275 . [4] لاحظ ! الفوائد الحائرية : 487 - 491 . [5] تهذيب الأحكام : 1 / 202 الحديث 586 ، وسائل الشيعة : 3 / 341 الحديث 3815 . [6] الكافي : 3 / 63 الحديث 2 ، وسائل الشيعة : 3 / 341 الحديث 3814 . [7] في ألف : ( بل قال ما يكون ) ، وفي د ، ه : ( بل ربما قالوا يكون ) ، والظاهر أن الصواب ما أثبتناه .