قوله : بل يظهر أيضا القول بالنجاسة من " الذكرى " [1] ، والظاهر الطهارة . . إلى آخره [2] . وقيل بأنه يحد شاربه حد شارب الخمر [3] . قوله : والمراد منه العصير العنبي ، كما يفهم من كلامهم ، ومن ظاهر الأخبار ، ولهذا ما قال أحد بالعموم إلا ما أخرجه الدليل ، وما استدل القائل بعدم إباحتهما بتلك العمومات ، وما استدل له بها أيضا ، فكأن العصير عندهم مخصوص بالعنب بالوضع الثاني ، فتأمل [4] . يخدشه أن أهل اللغة مع شدة عنايتهم في ضبط المعاني - حتى أنهم ضبطوا المجازات المستعملة ، والعبادات مع أنها وظائف شرعية - لم يتحقق لأحد منهم إلى ذلك إشارة ، وأيضا ورد في غير واحد من الأخبار التقييد بالعنبي [5] ، وفيه إشارة إلى بقاء عدم النقل ، والتأكيد خلاف الأصل والظاهر . وأيضا ، لفظ " كل " ، و " أي " في الأخبار ربما يشعران بعدم الاختصاص ، وإن أمكن التوجيه ، لأنه توجيه ، لا من الاحتمالات الظاهرة . وأيضا ، ما يظهر من الأخبار هو الاستعمال فيه ، وهو أعم من الحقيقة ، وإن بلغ من الكثرة غايتها ، كاستعمال العام في الخاص ، حتى قيل : ما من عام إلا وقد خص ، والاستعمال في العنبي في معدود من الأخبار ، مع أن استعمال الكلي في الفرد حقيقة إذا أريد الخصوصية من القرينة . فلعل ما نحن فيه منه ، سيما والأصل