الملة الحنفية والشرع القويم ؟ ! فتأمل ! وأيضا ، الصباغون إذا أرادوا إنفاق صبغهم - عند الكساد - يأخذون كلما قدروا على الأخذ والاختطاف [1] ، ويرمونه في مصبغهم ، وإن كان ما أخذوه العمائم البيض من الرؤوس ، والثياب البيض على الأجساد ، والأقمشة من الدكاكين قهرا وقسرا ، ويحصلون أجرة صبغهم وعوضه ، وهذا أيضا فيه ما فيه . وكذا ربما يصبغون جدران البيوت فيعطلونها على أربابها ، ويخرجونها من يدها ، أو يأخذون قيمة صبغهم إن رضوا ، فتأمل ! وبالجملة ، ما أفهم - بفهمي القاصر - من التدافع والاضطراب بالنظر إلى الدليل كثير ، منه ما نبه عليه الشارح [2] ، ومنه ما تعرضنا له ، ومنه ما يظهر على المتأمل ، فتأمل ! قوله : لأنه أتلفه ، فيضمن المثل . . إلى آخره [3] . فيه ما فيه ، بل الاحتمال الذي سيذكره هو المتعين مع الضميمة التي ضمها . قوله : فلا يبعد ما ذكره المصنف ، عملا بالأصل وعدم العلم بدليل . . إلى آخره [4] . بعيد ، بالنظر إلى الدليل ، لأن الضمان للأول مستصحب ، والثاني نماء فعله بلا تأمل ، فلا وجه لجعله عوضا ومسقطا للضمان اليقيني المستصحب ، فتأمل ! قوله : [ والفرق هو الاتحاد والاختلاف ] ، خصوصا إذا كان السمن الثاني
[1] في النسخ : ( الاحطاف ) ، والظاهر أن ما أثبتناه هو الصحيح . [2] مجمع الفائدة والبرهان : 10 / 542 - 543 . [3] مجمع الفائدة والبرهان : 10 / 544 . [4] مجمع الفائدة والبرهان : 10 / 545 ، وفيه : ( وعدم العلم بالدليل ) .