نام کتاب : حاشية المكاسب نویسنده : الشيخ الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 79
إسم الكتاب : حاشية المكاسب ( عدد الصفحات : 474)
من الداني كالايجاب من العالي مما يتحقق بحقيقته ، وترتب استحقاق العقوبة على مخالفته وعدمه لا ربط له بحصول الوجوب بايجابه ، وهو أيضا غير مربوط بباب الاعتبارات التي يختلف باختلاف الأنظار ، بل الايجاب أمر انتزاعي من منشأ واقعي هو عين الانشاء المنبعث عن إرادة حتمية . إذا عرفت ما رسمناه من الأمور تعرف أن حق القول في مسألة تعقب الايجاب بالقبول أنه أجنبي عن مرحلة المعنى والمفهوم ، الذي هو محل الكلام في مقام تحديد البيع وشرح ماهيته ، وأنه دخيل في التمليك الاعتباري المعاملي البيعي الذي هو على الفرض تمليك عقدي عرفا وشرعا ، وإن قصد إيجاد الملكية الاعتبارية - بحيث يكون مصداقا للبيع بمجرد إيجابه - قصد أمر محال ، لا يتمشى من العاقل غير الغافل ، وأن حصولها في نظره دون نظر العرف والشرع لا محصل له كما عرفت . وأنه لا فرق بين الكسر والانكسار وإيجاد الملكية الاعتبارية ووجودها ، وإن هذا المعنى محفوظ في الايجاب والوجوب أيضا ، غاية الأمر أنه أمر انتزاعي لا يتوقف على غير إنشائه ، بخلاف التمليك البيعي الحقيقي فإن خارجية إيجاد الملكية الاعتبارية التسبيبية بخارجية وجود الملكية من الشرع أو العرف فقط ، وهي على الفرض متوقفة على العقد ، دون خارجية الوجوب ، فإنه بعين خارجية الانشاء المزبور ، لا بخارجية إيجاب شرعي أو عرفي . ومن جميع ما ذكرنا تبين مواقع النظر في كلامه ( قدس سره ) : أحدها : ( وإنما هو فرد انصرف إليه اللفظ . . . الخ [1] فإنه مبني على أن لفظ البيع موضوع للتمليك الانشائي ، وهو مدلول الهيئة فيما إذا قصد بها انشاء الملكية ، فإنه الذي ينقسم إلى المثمر وغيره باعتبار استجماع الشرائط ، ومنها القبول وعدمه . وأما على ما حققناه على وجه يستحيل غيره ، فاللفظ موضوع لطبيعي التمليك بعوض على الوجه المتقدم من إرادة الحصة ، والوجود مطلقا خارج عن الموضوع له ،