نام کتاب : حاشية المكاسب نویسنده : الشيخ الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 61
القول بالكلام النفسي ، نظرا إلى أنه لو كان البيع موضوعا للنقل لم يكن معنى لانشائه إلا إيجاد هذا المعنى في النفس ، إذ لا خارج للنقل ، وإيجاد المعنى في النفس عين الالتزام بالكلام النفسي ، فالبيع عنده ( قدس سره ) موضوع لاظهار الرضا بالنقل باللفظ وغيره وهذا عين انشائه ، أو كون البيع موضوعا للنقل المنتزع عن اظهار الرضا به ، فيكون المعنى منتزعا من الانشاء المزبور بالمعنى المذكور ، لا أنه انشائي ليرد المحذور ، وهو مبني على أن الانشاء إيجاد المعنى في النفس ، وأما إذا قلنا بأنه إيجاد المعنى باللفظ إيجادا تنزيليا عرضيا فلا يلزم منه محذور أصلا ، وقد بينا تفصيل القول فيه صغرى وكبرى في الأصول [1] . - قوله ( قدس سره ) : ( مع أن النقل ليس مرادفا للبيع . . . الخ ) [2] . إن كان الغرض تعريف البيع بتفسيره بما هو مسمى اللفظ بحده ، من دون تفاوت بين الحد والمحدود حتى بالاجمال والتفصيل ، فاللازم تفسيره بما يرادفه بحده فقط ، ومن البين أن الغرض لم يتعلق به ، بل إما بتعريفه بحقيقته وماهيته أو بالإشارة إلى المعاملة المتداولة بلفظ أو بألفاظ مجموعها أعرف من لفظ البيع ، كما هو مبنى التعاريف اللفظية ، فلا يلزم مرادفة المعرف للمعرف . والتحقيق حينئذ أن يقال : إن الغرض إن كان تعريف ماهية البيع فالنقل ليس جنسا للبيع ، ولا من لوازمه العامة والخاصة كما مر سابقا [3] ، فالتعريف فاسد ، وإن كان تعريف المعاملة المتداولة بما يشير إليها فالتعريف لفظي ، وتكفي فيه الملازمة الغالبية بين البيع والنقل .
[1] نهاية الدراية 1 : 274 . [2] كتاب المكاسب 79 سطر 16 . [3] تعليقة 2 ، 7 .
61
نام کتاب : حاشية المكاسب نویسنده : الشيخ الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 61