نام کتاب : حاشية المكاسب نویسنده : الشيخ الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 275
ذكرهما في مقام الايجاب لا حاجة إلى ذكرهما في القبول ، لأن الظاهر من قوله " قبلت " بعد قول البائع " بعت الكتاب بدينار " هو قبول هذا المعنى ، وهذا هو الفارق بين الايجاب والقبول ، نعم العربية لا دخل لها في التأكد ، فلا محالة إنما يعتبر من حيث الاقتصار على المتيقن من السبب ، فيجب اعتبار كل ما يحتمل دخله فيه حينئذ . - قوله ( رحمه الله ) : ( ثم هل يعتبر كون المتكلم عالما . . . الخ ) [1] . حيث إن الانشاء والأخبار وجهان من وجوه الاستعمال ، والاستعمال متقوم بلحاظ اللفظ والمعنى وايجاد المعنى باللفظ بالإرادة ، فلا محالة لا بد من تصور المعنى بالمقدار الذي يريد إيجاده باللفظ ، فإذا تعلقت الإرادة باستعمال اللفظ في نفس معناه وإيجاده به ، فلا بد من لحاظه حتى يعقل توجه القصد إليه ، فإنشاء ما لا معرفة له به تفصيلا غير معقول ، ولا يعقل تعلق العلم بالمردد ليقال بأنه يقصد إيجاد أحدهما الذي هو معنى اللفظ ، وإيجاد العنوان الجامع المعلوم انطباقه عليهما ليس إيجادا لمصداقه ولا استعمالا له فيه ، وكون اللفظ وجودا لمعناه وضعا معناه أنه وجود له بالقوة ، وأما الفعلية فبالاستعمال المتقوم بالقصد واللحاظ ، لا بمجرد وجوده خارجا . إلا أن يقال : لا يقصد وجود المعنى بالذات باللفظ لاستحالته ، حتى يحتاج إلى لحاظه تفصيلا ، بل الغرض وجوده بالعرض فيكفي في وجوده بالعرض قصده بالعرض ، بأن يقصد العنوان المنطبق عليه قهرا فيستعمل اللفظ في معنون هذا العنوان المقصود ، وليس استعماله إلا أن يكون وجود اللفظ بالذات وجودا بالعرض لذلك المعنى المقصود بالعرض فتدبر .