نام کتاب : ثلاث رسائل ، ولاية الفقيه نویسنده : السيد مصطفى الخميني جلد : 1 صفحه : 7
وهتك لأجله أعراض الأماجد في جميع الأزمان ، لا الزمن الخاص المحدود بالحدود المتناهية - ولا سيما إذا تناهت إلى خمسين ومائتي عام على المذهب الحق - أم يجب على الله تعالى ، كما يجب عليه إرسال الرسل وإنزال الكتب ، أن يتكفل بعائلة البشر دينا ودنيا بعد ما ينقطع الوحي إلى الأبد . وهذا معنى ما اشتهر عنا : أن العلماء في هذه الأمة كأنبياء بني إسرائيل [1] ، لأنهم أنبياء عن الرسول الأعظم بعد وصول الكتاب الإلهي إليهم ، والمتون النبوية لديهم ، وإلى هذه البارقة الإلهية يشير ما في الأحاديث : أن الفقهاء أمناء الرسل [2] ، وأنهم حصون الاسلام [3] . . . وهكذا . فلعمري إن هذه المسألة لا ينبغي أن تعد من النظريات ، بعد الغور فيما هو السبب لبعثة الأنبياء والرسل ، ما هو سر لطفه تعالى بالرعية ، ولأجل وضوح المسألة لا يوجد في الكتاب والسنة ما يفي - حسب المصطلحات الأخيرة - بإثبات هذه الحكومة الكلية لغير الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أو من يحذو حذوه ، لما يشكل تارة في سنده ، وأخرى في دلالته على سبيل منع الخلو . فتحصل حتى الآن : أن لزوم ذلك على الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من الواضح والبديهي ، وإن كان المسلمون مختلفين في ذلك الأمر من بعد الرسول