نام کتاب : ثلاث رسائل ، ولاية الفقيه نویسنده : السيد مصطفى الخميني جلد : 1 صفحه : 6
أسمعناك ، فهل يمكن أن نلتزم بأن يكون دينه بلا وصي ولا قيم في مختلف الأمصار والأعصار ، لا في عصر خاص دون عصر ؟ ! أفنحتاج إلى الدليل اللفظي على لزوم تصديه لما يلزم من إهماله الهرج والمرج ، بالأمر وبإصدار الفرمان بتشكيل إحدى الحكومات الممكنة من المشهورات في هذا العصر ، وهي الحكومة الجمهورية أو المشروطة أو الاستبدادية أو غير ذلك من أنحائها ؟ ! أفلا يكون عليه - فرارا عن الفساد في البلاد على العباد - تعيين الوظيفة بنحو الكلي للمسلمين وزعمائهم وأكابرهم ؟ ! فهل يوجد عاقل في العالم لا يقول بالتصدي لمثل ذلك ، بعد ما يجد قول الله تعالى : ( إنك ميت وإنهم ميتون ) [1] ؟ ! أو ترضى أن تقول : إن الله تعالى تقضي رحمته الواسعة وعفوه الكريم ولطفه العميم ببعث الرسل وإنزال الكتب ، ولا تقضي بأزيد من ذلك ، وهو أن يأمر الرسول بتعيين الوظيفة للمسلمين في طول الدهر ومدى الأيام ، ولا سيما بعد كونه خاتم الرسل والأنبياء ، وبعده ينقطع الوحي والتنزيل ، أم العقل السليم والذهن المستقيم لا يصطفي ذلك ، ولا يحتمله في حقه تعالى ، فإن ذلك من شعب تلك الرسالة العظيمة ، ومن أغصان هذه الشجرة الطيبة . أو ترضى أن يتكفل بأمر الاسلام ، الذي أهريق لبنائه دماء الأفاضل ،