نام کتاب : ثلاث رسائل ، ولاية الفقيه نویسنده : السيد مصطفى الخميني جلد : 1 صفحه : 18
وتحققها إذا علم المريد عدم انبعاث العموم ، يختص بالإرادة التشريعية التكليفية ، لا الوضعية ، فإنها أخف مؤونة ، ففيما نحن فيه يدور البحث حول الولاية العامة والسلطنة الكلية التي من الأمور الاعتبارية ، فيمكن ذلك لعدم الحاجة فيه إلى الانبعاث . وأنت خبير بأن اعتبار الأحكام الوضعية يتقوم بالأثر المطلوب منه ، وهو تنفيذها وإجراؤها ، فإذا علمنا أنه يتخلف دائما عن التنفيذ ، فكيف يعقل تحقق إرادة جعلها ؟ ! فالعويصة باقية بعد . لنا أن نقول - كما تحرر منا في الأصول [1] في مواقف كثيرة - إن عدم ترشح الإرادة من قبل المولى على وجهين : أحدهما : أن يكون مستندا إلى عدم المقتضي ، فهو لا يستتبع التكليف العقلي ، ولا الثواب والعقاب . ثانيهما : أن يكون مستندا إلى وجود المانع وفقد الشرط القائم بالطرف ، وهو عصيان الناس وكفرهم وعدم انبعاثهم وأمثال ذلك ، فإن ذلك لا يمنع عن ثبوت الإرادة والطلب اللازم مراعاته ، المورث للتكليف عقلا وللعقاب والثواب ، فإن الاطلاع على غرض المولى ومطلوبه يوجب التبعية ، فإذا كان بمقتضى الدليل اللبي أمر الخلافة مفوضا إلى طائفة ، وتبين أن ذلك مطلوب المولى لجماعة ، فعليهم القيام بهذا المطلوب ، وعلى الآخرين القيام بمقدماته ، لأنه مطلوب له تعالى ، ومعروف وجب