نام کتاب : ثلاث رسائل ، العوائد والفوائد نویسنده : السيد مصطفى الخميني جلد : 1 صفحه : 33
سا لما غانما على ملك لا ينبغي لأحد من بعده حتى يحيي به الاسلام بعد موته والروحانيين بعد فنائهم واضمحلالهم - من غير فرق بين القول بانحصارهما فيها ، أو القول بالجمع بينها وبين ما يقول أصحاب الأخبار وأرباب الفتوى والاجتهاد ومتكلمي الشيعة حديثا وقديما [1] ، من الجعالة كما اقتضته الآيات الكثيرة والروايات المتواترة ، لما كان يبقى الخفاء في ذلك ، للزوم إعلام الشريعة بمثل تلك التبعات على وجه لا يخفى على الأصاغر من العوام ، فضلا عن الأعلام من العلماء ، فإن القيام بإعلان مثل ذلك من أهم الوظائف الإلهية ، لأن نتيجة ذلك أن العقاب أمر قهري لا فرار منه ، والشفاعة لا تورث إلا التعجيل ، وهذا أمر لا يجوز على النبي والهداة من بعده عقلا ، الاتكال في إفهامه على بعض الظواهر من الآيات وبعض النصوص من الروايات ، بل الواجب عقلا عليهم القيام بإعلامه في كل ليل ونهار ، والتصريح بذلك في النصوص القرآنية والسنة النبوية والعلوية كرارا فوق التكرار ، فالاتكال على مثل قوله تعالى : ( يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا ) [2] أو قوله تعالى : ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) [3] ، وأمثال ذلك مما لا تتجاوز عدد الأصابع ، غير تام ، مع معارضتها بالآيات الكثيرة الظاهرة المنصوصة في الجعالة ، وأنهما مجعولان على الأعمال الخيرة