نام کتاب : تاريخ الفقه الجعفري نویسنده : هاشم معروف الحسني جلد : 1 صفحه : 7
في هذا الموضوع ، ظلم مسخ تاريخ الفقه الإسلامي بتضييقه وقصره على فئات معينة ، حتى كأنهم يكتبون لأهل القبور لا لذوي العقول ، وقد يكونون مرغمين على ذلك بحكم نشأتهم وبيئتهم ، وإذا ظلمنا الغير فهل يجوز ان نظلم أنفسنا ، ونحن نملك العدة والقوة [1] فلقد كنا وما زلنا في طليعة الطوائف في شتى العلوم الإسلامية ، وبخاصة التشريع وأصوله ، فلقد شهد علماء الغرب على أن الشيعة باجتهاداتهم أمدوا الفقه بالحياة والنمو ، وصانوه من التحجر والجمود ، فمن هؤلاء الغربيين المستشرق المجري « جولد تسهير » ، قال في كتاب العقيدة والشريعة : « كان للشيعة فضل ملحوظ في إغناء المضمون الروحي للإسلام ، فإن بمثل حركاتهم الجامحة تأمن الأديان التحجر في قوالب جامدة » . وهذا ما أثبته السيد المؤلف بأرقام لا تقبل الريب والتشكيك ، بالإضافة إلى بيان المراحل والأدوار التي مر بها الفقه ، فقد ذكر رواة أحاديث الأحكام عند الشيعة من عهد الإمام علي ( ع ) إلى عهد حفيده الصادق ( ع ) حسب تعاقب أزمانهم ومراتب عصورهم ، وبحث كيفية استخراج الأحكام الشرعية من مصادرها بحثا مستفيضا وافيا ، يعتمد على الوثائق الصحيحة ، والحجج الدامغة . ولا بدع إذا أوفى المؤلف على الغاية فإنه الضليع المحيط بالمصادر والأقوال ، والأمين في النقل والحديث ، والقوي في الفقه وأصوله ، يحاكم ويفصل بنظره الرشيد السديد ، وإذا لاقى من الصعوبات ما أجهده وأعياه فلأن كتابه هذا
[1] لاحظت هذا الإجحاف بحق الشيعة ، فأسفت وتألمت ، وددت أن أوفق لسد هذا النقص ، ولكني كلما حاولت أحسست بصارف من الداخل ، والميل إلى موضوع غيره ، حتى كأن اللَّه سبحانه قد ادخره إلى سواي ، فرغبت إلى أخي « المعروف » أن يقوم بهذه المهمة ، فتردد بادئ الأمر ، وبعد الإلحاح والترغيب في شتى الأساليب أقدم وباشر في العمل نجزه على أكمل الوجوه - فعلمت أن اللَّه جل وعز قد خصه بهذه المنقبة والفضيلة دوني ، أقول هذا ، وأنا ، مثلج الصدر مغتبط بسبقه وتوفيقه ، وبعناية اللَّه بأخ لي ، أقل ما عرفت من صفاته طوال ثلاثين عاما أو أكثر أنه رجل الوفاء والإخلاص والهمم .
7
نام کتاب : تاريخ الفقه الجعفري نویسنده : هاشم معروف الحسني جلد : 1 صفحه : 7