نام کتاب : تاريخ الفقه الجعفري نویسنده : هاشم معروف الحسني جلد : 1 صفحه : 55
ذكورهم بما تلده الأنعام حيا ، فالقرآن أحل للإنسان الطيب وحرم عليه الخبيث ، ومعلوم أن المراد بالطيب هو الذي لم يمنع عنه القرآن أو السنة الكريمة ، والخبيث هو الذي نهى عنه الكتاب والحديث ، وقد تعرضت السنة لكل ما يحل وما يحرم من أنواع الحيوان ، مرة بالتنصيص على بعض أنواع الحيوان ، وأخرى بوضع مبادئ عامة لتشخيص ما يحل وما يحرم من أنواع الحيوان . الدفاع عن النفس والدين بنظر القرآن وقد تناول التشريع الإسلامي ناحية الدفاع عن النفس والدين ، وتعرضت جملة من الآيات الكريمة لهذه الناحية ، وقد بقي الرسول ( ص ) نحوا من ثلاث عشرة سنة بمكة بعد بعثته يدعو إلى الإسلام بالبراهين والآيات البينات ، ويتحمل من مشركي قومه صنوفا وألوانا من الأذى والعذاب والتنكيل بأصحابه الذين آمنوا برسالته ، حتى اضطر أن يأمرهم بالهجرة إلى الحبشة خوفا عليهم من قريش ، ولم يكن يملك من القوة ما يدفع عدوانهم عن نفسه وأصحابه ، وبقي في نفر قليل يقاسي في سبيل دعوته المصاعب والآلام ، ولما أيقنت قريش أن تلك الأساليب التي كانت تستعملها ضد دعوته المباركة لم تغنها شيئا وان الإسلام يزداد اتساعا والإيمان بمبادئه رسوخا وثباتا ، بعد أن لمسوا ذلك ، لم يبق لديهم من الوسائل ما يجديهم نفعا سوى التخلص منه ، فاتفقوا على قتله . ولكن إرادة الله التي قضت بأن يرسل محمدا إلى البشر هاديا ونذيرا بالهدي ودين الحق ، وان يظهره على الدين كله ولو كره المشركون حالت بينهم وبين ما يريدون ، فلم تشأ إرادته سبحانه أن يصبح رسوله فريسة لأولئك الطغاة ، فأوحى إليه أن يخرج من مكة ليتم رسالته ، فخرج منها بعد أن استجاب له ابن عمه المقرب إلى نفسه وقلبه علي ( ع ) ووطن نفسه ان ينام على الفراش الذي قررت قريش أن تغتال محمدا عليه ، فنام ليلته غير هياب من سيوف قريش المسلولة ورماحها
55
نام کتاب : تاريخ الفقه الجعفري نویسنده : هاشم معروف الحسني جلد : 1 صفحه : 55