نام کتاب : تاريخ الفقه الجعفري نویسنده : هاشم معروف الحسني جلد : 1 صفحه : 245
حول الصحيفة الصادقة ويبدو مما ذكره محمد يوسف في المقام ، ان التدوين الذي لم يكن بعد وفاة الرسول ، هو تدوين السنة والحديث . اما الفقه ، فقد دون من مسائله وأحكامه الشيء الكثير ، ولكن هذا التفرقة لا تستند على أساس ، لأن جميع ما دون في العصور الأولى لم يكن غير نقل الأحاديث عن الرسول والصحابة ، المشتملة على أحكام العناوين الفقهية وأبوابها . وكتاب الموطأ ، أول مؤلف في الفقه ، على حد زعم المحدثين من أهل السنة ، هو عبارة عن مجموعة من أحاديث الرسول والصحابة في أحكام المسائل المختلفة ، بلغت عشرة آلاف حديث [1] . وسواء كان التدوين الذي تحدث عنه المؤلف ، السنة أو الفقه ، فهو يرى أن الصحيفة الصادقة حقيقة واقعة ، لأنه لم يبد حول نبأها آية ملاحظة . مع أنه ذكر من جملة الأسباب لعدم تدوين الحديث والفقه ان الرسول نفسه قال : لا تكتبوا عني شيئا غير القرآن ومن كتب عني شيئا فليمحه . ونقل عن زيد ابن ثابت انه قال : أمرنا رسول الله ( ص ) ان لا نكتب شيئا من حديثه ، بينما ذكر في نبأ هذه الصحيفة ، ان الرسول أذن لعبد الله بن عمرو بن العاص ، أن يكتب عنه في حال الرضا والغضب ، وان الصحيفة فيها من الفقه ما يكفي كاتبها في معرفة الشريعة كلها في جميع أبواب الفقه . فكيف يتفق منع الرسول عن التدوين منعا باتا لأي كان منهم ، كما يستفاد من الحديث المنسوب إليه ، مع إذنه لعبد الله في الكتابة عنه في حال الرضا والغضب ؟ على انه لم يكن من أهل السابقة في الإسلام حتى يختصه الرسول بتلك المنزلة الرفيعة ، ولا من المقربين إليه ، لتكون له هذه الحظوة عند الرسول . ولقد كان أبوه ممن يكيدون للإسلام طيلة حياته . وقد أسلم عبد الله هذا وأبوه في السنة الثامنة للهجرة ، قبل وفاة الرسول بسنتين [2] ، وكان له من العمر حين إسلامه خمس عشرة سنة ، إذا لاحظنا أنه توفي سنة
[1] أضواء على السنة المحمدية ص 271 . [2] شرح النهج المجلد الثالث ص 112 .
245
نام کتاب : تاريخ الفقه الجعفري نویسنده : هاشم معروف الحسني جلد : 1 صفحه : 245