responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الفقه الجعفري نویسنده : هاشم معروف الحسني    جلد : 1  صفحه : 16


ما يحرص على محاربة الإلحاد والوثنية ، ويعطي المئات من الأدلة والبراهين التي تسد على الملحدين والجاحدين طرق الضلال والتشكيك ، ويقيم العشرات من البراهين التي لا تقبل الجدل ، على أن الإنسان مدين في كل نواحيه لقوة تسير هذا الكون تمده بالقوة والتفكير وينتج ويكافح ويجاهد ويسرت له كل ما يمكن أن تصل إليه أفكاره وينتجه عقله ، فهي السبب في كل شيء وإليها تنتهي جميع الأسباب ، وهي الطاقة الخيرة التي أمدت المخلوقات بما فيها من طاقات وامكانيات على اكتشاف الحقائق وأسرار الطبيعة ، وكلما تقدم الفكر واتسع العلم أدرك الإنسان جهله وعجزه عن الإحاطة بنظام هذا الكون وأحس أنه لا يزال في بداية الطريق وسيبقى في البداية لأنه كلما تقدم واتسعت آفاقه يلمس ان ما وصل إليه لا يعد شيئا بالنسبة لما بقي مستورا عنه ويبقى في بداية الطريق مهما تقدم وأبدع في الإنتاج وأفاد البشرية من خيرات الأرض وأسرار الفضاء .
قال اللَّه سبحانه وتعالى : « وما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً » وقال كريسى موريسون رئيس المجمع العلمي في النيويورك : ان البشر لا يزالون في فجر عصر العلم وكلما ازداد ضياء العلم سطوعا جلا لنا شيئا فشيئا صنعه خالق مبدع .
ان الإسلام حريص على ان يرشد الإنسان إلى تلك القوة المدبرة لهذا النظام ويفرض عليه الايمان ، بأنها هي المدبرة لكل شيء وسبب الأسباب ، ويجعل الايمان باللَّه والوحدانية الركيزة التي تقوم عليها دعائم الإسلام ، وأكثر ما جاء في آيات الكتاب الكريم بهذا الخصوص ورد في الآيات التي نزلت على الرسول ( ص ) في الأيام الأولى من بعثته ، بل ان معظم ما نزل عليه في مكة المكرمة قبل هجرته إلى المدينة يرجع إلى توحيد اللَّه سبحانه بأساليب مختلفة ، فمرة بالأدلة والبراهين ، وأخرى بالأمثال والنظائر ، وثالثة بالتحذير والتخويف مما وراء هذه الدار من عذاب وأهوال أعدهما اللَّه سبحانه للجاحدين والكافرين .
وقلما تخلو سورة من سوره من آية وآيات تدعو إلى الإيمان باللَّه ووحدانيته بأساليب مختلفة حسب اختلاف الإنسان في تفكيره وفهمه ومبلغ إدراكه .

16

نام کتاب : تاريخ الفقه الجعفري نویسنده : هاشم معروف الحسني    جلد : 1  صفحه : 16
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست