responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الفقه الجعفري نویسنده : هاشم معروف الحسني    جلد : 1  صفحه : 14


قال اللَّه سبحانه : « إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وأَقامُوا الصَّلاةَ وآتَوُا الزَّكاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ ولا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولا هُمْ يَحْزَنُونَ » ، فالعامل بما يفرضه التشريع السماوي لا يتخلص من مسؤولية العقاب فحسب بل يأخذ على عمله الأجر ، كما يلقى غير العامل بالشريعة السماوية جزاءه في الآخرة بالإضافة إلى ما يلقاه في الدنيا من أنواع العقوبات التي فرضتها الشرائع السماوية أحيانا على الجرائم والجنايات ، ومن أجل ذلك كانت القوانين السماوية أقوى أثرا في نفس المؤمن باللَّه لا يجد مفرا من العمل بها ولا مجالا للتهرب من مسؤوليتها في الآخرة إذا استطاع أن يتهرب من العقاب المفروض على مخالفتها في الدنيا ، فليس باستطاعة الإنسان بالغا ما بلغ إذا لم يعمل بما أمر اللَّه ان يتخلص من مسؤولية العصيان والتمرد عليه ، وإذا كان لا بد للبشر من تشريع يحدد لهم علاقتهم باللَّه سبحانه وبالمجتمع ويبين لهم حقوقهم وواجباتهم ويحد من كبريائهم وأنانيتهم وينظم لهم صلاتهم باللَّه وبالناس وجميع شؤونهم ، كان الإسلام أولى الشرائع بالاتباع لأنه جاء وافيا بحاجة الإنسان عادلا في قوانينه ومبادئه صالحا لكل زمان ومكان جمع في مبادئه بين الروح والمادة وربط بين الدنيا والدين فلكل إنسان أن يأخذ نصيبه من الدنيا ويساهم في بناء مجتمع صالح لا بغي فيه ولا عدوان على أحد من عباد اللَّه وعليه أن يقوم بما عليه للَّه سبحانه ، ولغيره من الناس .
قال سبحانه : « وابْتَغِ فِيما آتاكَ الله الدَّارَ الآخِرَةَ ولا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ : « الدُّنْيا وأَحْسِنْ كَما أَحْسَنَ الله إِلَيْكَ ولا تَبْغِ الْفَسادَ فِي الأَرْضِ » ، وقال ( ص ) يوما لأصحابه « لأن يحتطب أحدكم على ظهره خير له من أن يسأل أحدا فيعطيه أو يمنعه » ويجد الباحث ولو قليلا في الإسلام وتشريعه الخالد ثروة تملأ يده بالكنوز ، وتهبه كثيرا من صنوف العطاء ترتكز على الإقناع بقوة ذلك التشريع وإحاطته بنواحي الحياة مهما امتد الزمن وتطورت أساليبها واتسعت أسبابها . ومهما سما الفكر وتقدم في ميادين العلم فهو يقدر ويكبر تلك المخلفات الإسلامية الخالدة ذات الإمدادات المتواصلة التي لا تنقطع ولا ينضب معينها ، ويراها من أوفر المناجم الضخمة عطاء وثروة وأغزرها قوة وأوسعها فكرة

14

نام کتاب : تاريخ الفقه الجعفري نویسنده : هاشم معروف الحسني    جلد : 1  صفحه : 14
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست