الضياع ، إذ كل علم ليس في القرطاس ضاع . حتى إذا تألب [1] علي صروف الزمان ، واختلف باختلاف أغراضي الجديدان [2] وولى من العمر أفضله ، وأدبر مستقبله ، وذهب بصري ، فخفت أن يذهب - كذهاب عيني - أثري . فهممت بتحرير بعض المسائل المهمة - لو ينفع بالشيخ الهم بذل الهمة - أخذا بقولهم - سلام الله عليهم - : ( ما لا يدرك كله لا يترك كله ) [3] والميسور لا يسقط بالمعسور [4] . قصرت أملي على من حضرني - على اختلاف معرفتهم واختلاف شؤونهم في تشتيت البال وكثرة المعوقات من الاشتغال - . فحيثما عثرت على تعقيد في التعبير ، أو سماجة [5] في التحرير فقد عرفت أمره وأسلفنا لك عذره . وقد سميتها ( بلغة الفقيه لما يرتجيه ) رجاء أن يبلغنا الله تعالى بها مبالغ رضاه ، ويجعلها من أحسن الوسائل يوم نلقاه . فنقول :
[1] تآلب : تجمع وتحشد . [2] الجديدان والأجدان : الليل والنهار ، لأنهما لا يبليان أبدا ، وهما لا يفردان فلا يقال : للواحد منهما : الجديد أو الأجد . [3] - [4] الأول حديث نبوي شريف ، ذكره العجلوني في ( كشف الخفاء ج 2 رقم 2258 ) . وذكره ابن أبي جمهور الأحسائي في كتاب ( غوالي اللئالي ) : أنه علوي . والثاني : علوي - كما ذكره في كتاب ( غوالي اللئالي ) - راجع الحديثين أيضا في ( حاشية الآشتياني على رسائل الشيخ الأنصاري ص 189 ) طبع إيران . [5] سمج - بالضم - سماجة وسموجة : قبح .