responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بدائع الكلام في تفسير آيات الأحكام نویسنده : محمد باقر الملكي    جلد : 1  صفحه : 68


الأعيان والتكوين مثل قوله تعالى * ( جَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً ) * ونظائرها اي خلقها وقررها لذلك بحكمته وتدبيره واما الجعل في غير الأعيان كما في الآية الكريمة المبحوثة عنها وأمثالها فالعناية الملحوظة متوجهة الى حيث التشريع والتعبد المولوي بحيث لو لا جعله تعالى لما تحقق بجعل جاعل غيره تعالى فان الجعل والتشريع حق طلق له سبحانه ومن شئون مالكيته تعالى على الخلق وعلى التصرف في أمورهم وشئونهم فلا يملك الخلق والتصرف في شئونهم الا الله وحده لا شريك له فمن نصب نفسه أو غيره إماما إذ اتخذ لنفسه اماما فقد نازع سلطان الرب تعالى وهو حرام بالضرورة العقلية فعلى ما ذكرها المفسرون ان الامام هو الرسول كما قدمنا نقله عن عبده أو النبي كما صرح به الرازي في تفسيره ج 60 ص 44 يكون المجعول امرا تكوينيا على ما سنشير اليه وعلى ما ذكرنا يكون المجعول امرا مولويا في مرتبة متأخرة عن الرسالة والنبوة ومن المناصب المجعولة للإنسان الرسول والنبي أو الصديق اي حق التصرف والرتق والفتق في أمور الناس وهذا من الأمور الوضعية .
وقد أنكر الفخر الرازي على من استدل بهذه الآية على ان الإمامة لا تثبت الا بالنص وقال ما خلاصته ان النص طريق إلى إثبات الإمامة ولا نزاع فيه وانما النزاع في انه هل تثبت الإمامة بغير النص وليس في الآية تعرض لهذه المسألة لا بالنفي ولا بالإثبات انتهى .
أقول هذا خروج عن البحث التفسيري وخلط بينه وبين البحث الكلامي فالآية الكريمة نص في ان الجاعل للإمامة هو الله سبحانه وظاهره أيضا في أن حقيقة الإمامة غير النبوة والرسالة وان محل هذه الإمامة ومقرها هو إبراهيم الرسول والنبي وكم فرق بين مقام ثبوت الإمامة في نفس الأمر بجعله تعالى وبين مقام إثباتها بعد الفراغ عن ثبوتها بجعله تعالى والآية الكريمة ناظرة إلى الجهة الاولى وناصة في ان الجعل بيده تعالى ولا تحصل الإمامة إلا بجعله تعالى بتنصيصه على ذلك ولعل مراد المستدل بالآية الكريمة هو ذلك المعنى كما هو ظاهر عبارته التي أوردها الرازي في تفسيره ومراد المستدل أن الإمامة لا تحصل بالوثبة على رقاب الناس والتملك والتصرف العدواني في أمورهم وشئونهم ولا بإجماع الناس ورضاهم بذلك ، واما البحث في مقام الإثبات بعد الفراغ عن ثبوتها فالآية غير ناظرة اليه على النحو الذي ذكره الرازي بل الآية ناصة في ثبوتها في عين إثباتها وإعطائها لإبراهيم ثم لا يخفى ان قوله تعالى * ( إِنِّي جاعِلُكَ ) * ليس مواعدة بينه تعالى وبين إبراهيم عليه السلام انه سيجعله اماما كما زعمه الرازي بل الظاهر ان أخباره بذلك لإبراهيم عين جعله تعالى الامانة وعين عطائها إياه .

68

نام کتاب : بدائع الكلام في تفسير آيات الأحكام نویسنده : محمد باقر الملكي    جلد : 1  صفحه : 68
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست