نام کتاب : بحوث في الفقه المعاصر نویسنده : الشيخ حسن الجواهري جلد : 1 صفحه : 68
وتسويغه على أساس المخاطرة ، ولأجل الرد على هذه الفكرة نقول : ان المخاطرة هل يمكن ان تكون وسيلة للكسب ؟ وهل الإيثار يمكن أن يكون وسيلة للكسب ؟ والجواب : كما تعرض له السيد الشهيد الصدر ( رحمه الله ) في كتابه اقتصادنا [1] فقال : لا يمكن أن يكون أحد هذين الأمرين وسيلة للكسب وذلك : « فان المخاطرة في الحقيقة ليست سلعة يقدمها المخاطر إلى غيره ليطالب بثمنها ، وليست المخاطرة عملا ينفقه المخاطر على مادة ليكون من حقه تملّكها أو المطالبة بأجر على ذلك من مالكها . وإنما المخاطرة ( هي حالة شعورية خاصة تغمر الانسان وهو يحاول الإقدام على أمر يخاف عواقبه ، فأما أن يتراجع انسياقا مع خوفه ، وأما أن يتغلب على دوافع الخوف ويواصل تصميمه فيكون هو الذي رسم لنفسه الطريق واختار بملء بإرادته تحمل مشاكل الخوف بالاقدام على مشروع يحتمل خسارته مثلا ) فليس من حقه أن يطالب بعد ذلك بتعويض مادي عن هذا الخوف ما دام شعوراً ذاتياً وليس عملا مجسداً في مادة ولا سلعة منتجة . صحيح أن التغلب على الخوف في بعض الأحيان ، قد يكون ذا أهمية كبيرة من الناحية النفسية والخلقية ، ولكن التقييم الخلقي شيء والتقييم الاقتصادي شيء آخر » . ثم إن الديون إذا كانت مدعمة برهن وضمانات كافية فهل لا تؤخذ عليها فائدة ( عند من يقول إن الفائدة هي في مقابل المخاطرة ) ؟ ! وهل إن البيع بنسيئة ( بثمن أكثر من الحال ) إذا كان مدعماً بضمانات ورهن كاف هل لا يجوز أخذ الزيادة على الثمن الحال ؟ ! أو أن المخاطرة إذا كانت في بعض البيوعات فهي كافية لتسويغ أخذ الفائدة في مقابل الأجل ( كما يقولون ) حتى في البيوعات التي ليست فيها مخاطرة ؟
[1] ج 2 ، ص 633 ، طبعة دار التعارف ، بيروت . وننصح من يهتم بالاقتصاد الاسلامي بدراسة هذا الكتاب الجليل .
68
نام کتاب : بحوث في الفقه المعاصر نویسنده : الشيخ حسن الجواهري جلد : 1 صفحه : 68