والأجانب ، ويعتبر ذلك من نقاط الضعف في هذه الشعائر الإلهية ، فإنّ أحد علماء الإسلام ( رحمه الله ) كان يقول : « عند ما تشرفت لأوّل مرّة لزيارة بيت اللَّه الحرام كان كل شيء ممتعاً بالنسبة لي سوى مشكلة واحدة استعصى عليَّ حلها وكلما فكرت فيها لم أجد جواباً لها وهي مشكلة الهدي بصورته الفعلية حيث لا أرى أن ذلك ينسجم مع الإسلام وتعاليمه السامية ، حتى سمعت فتواكم في هذا الصدد وأن الهدي يجب أن يكون بحيث تصرف جميع اللحوم في مواردها المقرر عند ذلك فانحلت لي هذه المعضلة » فعند ما تكون المسألة مشكلة ومستعصية على العلماء وأهل الفضل فكيف بالآخرين ؟ 2 - إنّ الفتوى هذه في عدم جواز الهدي بشكله الفعلي في منى انتشرت بين جماعة من علماء الإسلام ، ولذا طرحوا فكره اللحوم بشكل مناسب للجوانب الصحية وإرسالها إلى المناطق المحرومة من البلدان الإسلامية . وبالجملة فإنّ هذه الفتوى أثارت حركة ونشاط للتخلَّص من نقطة الضعف هذه ونحن مطمئنّون إلى أنّ جميع المسلمين في المستقبل القريب سوف يجدون حلاًّ مناسباً لمسألة لحوم الأضاحي ومصرفها ووضع حلّ لهذه المشكلة لا حاجة إليها وهذه خدمة كبيرة للإسلام والمسلمين ولمناسك الحج العظيمة ، وحصلت هذه الفكرة أيضاً لدى منظمة الحج الإيرانية حيث إنّهم في صدد وضع برنامج لها . ولو انحلت هذه المشكلة يوماً فعند ذلك نقول نحن بأولوية الذبح في منى وننهى مقلَّدينا عن الذبح في إيران وسائر المناطق وفي ذلك اليوم يمكن القول بأنّ عظمة مناسك الذبح سوف تعود إليها . السؤال الآخر : ألا ينبغي في الظروف الحالية أي حال عدم مشروعية الهدي بشكله الفعلي ، الانتقال إلى البدل وهو الصوم حيث يقول القرآن الكريم : * ( فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ ) * [1] .