3 - ومنها : ما ورد في باب رفع الصوت بالأذان في المنزل لطلب كثرة الولد ، عن هشام بن إبراهيم : أنّه شكا إلى أبي الحسن ( عليه السلام ) سقمه وأنّه لا يولد له ، فأمره أن يرفع صوته بالأذان في منزله ، قال : ففعلت فأذهب الله عنّي سقمي وكثر ولدي [1] . وصدره ناظر إلى مجرّد تولَّد الأولاد ، ولكن ذيله ناظر إلى كثرتهم . 4 - ومنها : ما ورد في مَن رزقه الله ثمان بنات من دون بنين فشكا إلى الإمام الصادق ( عليه السلام ) فأمره بأمر ففعله ، فرزق سبع بنين [2] . والعمدة الروايتان الأوليان لأنّ الأخيرتين لا تخلوان من ضعف في الدلالة ، وهذه عمدة في هذا الباب . وقد يلاحظ على الآيات والروايات الآنفة الذكر ، بأنّها ليست من قبيل القضايا الحقيقية التي تجري في كلّ زمان ، بل من قبيل القضايا الخارجية . بمعنى أنّها ناظرة إلى زمان كانت كثرة الأولاد دليلًا على القدرة والشوكة ، بحيث كانت الأقوام تتفاخر بكثرة الأموال والأولاد مثل ما حكاه الله تبارك وتعالى عن المترفين في الأمم السالفة بقوله : * ( وما أَرْسَلْنا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قالَ مُتْرَفُوها إِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ . وقالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوالًا وأَوْلاداً وما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ ) * [3] . فهذا دليل على أنّ الأمر في كثير من الأمم الماضية كان كذلك أي كانت كثرة الأولاد مثل كثرة الأموال سبباً لازدياد القوّة والاقتدار . وكقوله تبارك وتعالى في مقام تهديد المنافقين في سورة التوبة : * ( كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وأَكْثَرَ أَمْوالًا وأَوْلاداً ) * [4] ، وهي صريحة في أنّ كثرة .
[1] الوسائل : ج 15 ص 109 ب 11 أحكام الأولاد ح 1 . [2] المصدر السابق : ص 110 ب 12 ح 2 ، والخبر طويل نقل ملخّصاً . [3] سبأ : 34 - 35 [4] التوبة : 69 .