أكثر نفيراً فذلك من نِعم الله عليهم . ومنها : ما ورد في قصّة قوم هود فقال تبارك وتعالى : * ( أَمَدَّكُمْ بِما تَعْلَمُونَ . أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وبَنِينَ ) * [1] . ومنها : أنّه قد ورد في أكثر من عشر آيات من الذكر الحكيم أنّه جعل الأموال والأولاد قرينين ، وهي تدلّ على أنّ كليهما سبب للقوّة والقدرة : أمّا الأوّل فهو سبب للقدرة الاقتصادية وأمّا الثاني فهو سبب للقدرة الإنسانية والبشرية ، وكلّ واحد منهما يكمل الآخر كما لا يخفى . فجميع ذلك دليل على أنّ كثرة الأولاد سبب للقوّة والعزّة والشوكة . وأمّا الروايات : فهي أيضاً كثيرة ، ويمكن تقسيمها إلى قسمين : الأوّل : وهو القسم الغالب : ما يدلّ على كون الولد من العطايا الإلهية والنعم المباركة . ولكنّها خارجة عن المقصود لأنّ الكلام ليس في صِرف وجود الولد ، بل الكلام في كثرة الأولاد . فالاستدلال بهذه الروايات خروج عن طور البحث [2] . الثاني : ما يدلّ على أنّ كثرة الولد مطلوبة . 1 - منها : ما رواه في الوسائل في أبواب أحكام الأولاد ، عن محمّد بن مسلم ، عن الصادق ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « أكثروا الولد أكاثر بكم الأمم غداً » [3] . 2 - ومنها : ما ورد في رواية أخرى عن محمّد بن مسلم أو غيره عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « تزوّجوا فإنّي مكاثر بكم الأمم غداً في القيامة » [4] .
[1] الشعراء : 132 - 133 . [2] راجع الوسائل : ج 15 ص 94 ب 1 أحكام الأولاد . [3] الوسائل : ج 15 ص 96 ب 1 أحكام الأولاد ح 8 . [4] المصدر السابق : ح 14 ، وفي نفس هذا الباب اثنتا عشر رواية أخرى لا يدلّ شيء منها إلَّا على كون الولد محبوباً ولو بصرف وجوده ، لا بكثرته .