وإذ قد عرفت هذا فاعلم : أن الواجب قيام نوابه ( عليه السلام ) بهذه المهمّة بقدر الإمكان وصرف سهمه فيما كان يصرفه عادة لو كان هو بيننا ، وعند الشكّ لا بدّ من الأخذ بالقدر المتيقن من موارد يرضاها من مصارفها . كما أن من المعلوم أن ذلك لا يختص بتكميل حصّة الأصناف من السادة فقط وإلَّا يوجب تعطيل سائر وظائفه ( عليه السلام ) بما هو إمام المسلمين ، وأمّا دفنه أو إلقاؤه في البحر فهو كلام لا ينبغي التفوه به ، كحفظه وإيداعه ، فإنه لا معنى له مع وجود مصارفه بعد إن لم يكن ملكاً شخصياً ، مضافاً إلى ما فيه من تعرضه للتلف قطعاً ، ولا زال الحوزات العلمية بما فيها من الحركة والنشاط ونشر أحكام الإسلام تقوم بسهمه ( عليه السلام ) بحيث لولاه آل أمرهم إلى الفشل من هذه الناحية أو صار سبباً لسيطرة الجبابرة عليها . ويدلّ على ما ذكرنا جميع ما ورد في أبواب الخُمس من أنه إذا ظهر القائم ( عليه السلام ) يأخذ الخُمس من الجميع وكذا ما دلّ على أن الخُمس عون لهم ( عليهم السلام ) على دينهم وعرضهم وحفظ مواليهم ( الحديث 2 من الباب 3 من الأنفال ) وغير ذلك من الأحاديث والاعتبارات العقلية . ( اللَّهم عجّل له الفرج واجعلنا من أعوانه وأنصاره بحقّ محمّد وآله ( عليهم السلام ) ) . * * *