responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث فقهية مهمة نویسنده : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 103


ذلك كلّ من اختبر نفسه عند إنشاء شيء .
فالوجدان أصْدق شاهد على أنه عند ذكر هذه الصيغ بقصد الإنشاء يوجد أمر ، اعتباري ، فقول القاضي « حكمت وقضيت بأن هذا المال لفلان » وكذلك قول العاقد « أنكحت وزوجت فلانة من فلان » وهكذا قول الشاعر .
« فيا ليت الشباب يعود يوماً » يوجد أمراً اعتبارياً لم يكن من قبل لا أنها كاشفات عن أمور اعتبارية حصلت من قبل في نفس المتكلَّم ، ثمّ يخبر عنها بهذه الأمور ، ويكشف عن وجودها بهذه الألفاظ ، وإن شئت اختبر نفسك عند إنشاء بعض العقود تجد ما ذكرناه أمراً ظاهراً بيّنا .
وثانياً : لو كان الإنشاء إبراز الاعتبار النفساني كان كالخبر يحتمل الصدق والكذب ، فإن القائلين بأن الإنشاء لا يحتمل الصدق والكذب إنّما ذكروا ذلك لكونه أمراً إيجادياً ، ومن الواضح أن الإيجاد ليس حكاية عن شيء حتّى يقبل الصدق والكذب ، وأمّا إذا قلنا أنه إبراز ما في الضمير والأخبار عن وجود الاعتبار في النفس ، فهو كالخبر يحتمل الصدق والكذب ، مع أنه خلاف المتفق عليه بينهم .
إن قلت : بين الخبر والإنشاء فرق واضح فإنه ليس في الإنشاء وراء الاعتبار النفساني شيء في الخارج ، ولكن في الأخبار وراءه شيء آخر .
قلت : هذا الفرق غير فارق ، فإنه إذا ذكر أمر ولم يطابق الأمر الثابت في النفس كان كذباً في إبرازه وإظهاره لا محالة ، فكان المجري للصيغة بقوله « بعت » يقول إني اعتبرت في نفسي كون هذا المال لفلان في مقابل ذاك الثمن ومن الظاهر أن هذا أمر يحتمل الصدق والكذب ، فإن كان الاعتبار موجوداً في نفسه كان صدقاً وإلَّا كان كذباً .
وثالثاً : - وهو العمدة - أن حقيقة الإنشاء ليست مجرد الاعتبار النفساني ولا مجرد الألفاظ ، بل هو اعتبار عقلائي يوجد بأسبابه المعدّة له وبما دلّ عليه من

103

نام کتاب : بحوث فقهية مهمة نویسنده : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 103
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست