بواسطة معلم بشري فهو إنما يلقى عليه الألفاظ والعبارات حتى يستعد المتعلم بما يعلمه بنفسه أو يسمعه من أستاده لأن تفيض عليه من اللَّه صورة علمية أو ملكة نورية يحصل بهما المعرفة فليس له فيها صنع إلا بالتهيئة والإعداد دون الإفاضة والإيجاد فلا تكليف عليه إلا بالإعداد وتحصيل الاستعداد وكذلك الرضا عن اللَّه تعالى إنما يحصل بمعرفة أن ما يفعله سبحانه بعبده المؤمن هو خير له وفيه صلاحه وهذه المعرفة إنما تحصل بالتهيؤ لها وإعداد النفس لحصولها اللذين هما من المقدمات 463 - 9 الكافي ، 2 / 15 / 2 / 1 محمد عن أحمد عن صفوان عن أبان عن الفضيل قال : قلت لأبي عبد اللَّه عليه السّلام « أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمانَ [1] » .
هل لهم فيما كتب في قلوبهم صنع قال لا » .
464 - 10 الكافي ، 1 / 163 / 2 / 1 محمد وغيره عن ابن عيسى عن ابن أبي عمير عن محمد بن حكيم قال : قلت لأبي عبد اللَّه عليه السّلام المعرفة من صنع من هي قال من صنع اللَّه ليس للعباد فيها صنع [2] » .
465 - 11 الكافي ، 1 / 164 / 211 محمد عن محمد بن الحسين عن أبي شعيب المحاملي عن درست عن العجلي عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام قال : « ليس لله على خلقه [3] أن يعرفوا وللخلق على اللَّه أن يعرفهم ولله على الخلق إذا عرفهم أن يقبلوا » .

[1] المجادلة / 22
[2] قوله : من صنع الله ليس للعباد فيها صنع وذلك لأن عقول الناس غير وافية بالوصول إلى المعرفة بكمالها وإنما يحصل بتعريف الله ولأن المعرفة ليس مما لإرادة العبد وأفعاله فيه تأثير إنما حصولها بفيضان من المبدء على النفوس وأول الوجهين أولى . رفيع - ( رحمه الله )
[3] قوله : " ليس لله على خلقه أن يعرفوا . . . " أي ليس المعرفة واجبة عليهم لأنه من صنع الله لا من صنعهم وللخلق على الله أن يعرفهم لأن استكمالهم ونجاتهم فيما لا يكون تحت قدرتهم لازم على الخالق الخبير الحكيم القادر ويحكم العقل بحسنه وقبح تركه وبأنه لا يتركه الموصوف بتلك الصفات البتة والواجب لله على الخلق ومن حقوقه عليهم إذا عرفهم أن يقبلوا أي يطيعوا وينقادوا ويعترفوا بأن ما عرفهم حق وهذا الحديث وأمثاله دال على التحسين والتقبيح العقليين . رفيع - ( رحمه الله ) .

556