responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوافي نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 53

إسم الكتاب : الوافي ( عدد الصفحات : 667)


العقل المتغايرين بالاعتبار فإنا إذا حملنا العقل على روح نبينا صلّى الله عليه وآله وسلّم بعد ظهوره في هذا العالم وتكونه فيه فمعنى إقباله عبارة عن اكتسابه الكمالات وترقياته في الدرجات إلى أن يصل إلى اللَّه سبحانه وهو المعبر عنه بالعقل المكتسب كما يأتي بيانه .
وإدباره عبارة عن رجوعه إلى الخلق لتكميل من يقبل التكميل وإن حملناه على المخلوق الأول قبل نزوله إلى هذه النشأة الدنياوية فمعنى إقباله إلى الدنيا يعني أقبل إلى الدنيا واهبط إلى الأرض رحمة للعالمين والتعبير عن هذا المعنى بالإقبال باعتبار أن اللَّه سبحانه بكل شيء محيط فالإقبال إليه عين الإدبار عنه وبالعكس ولهذا عبر عن هذا المعنى في هذا الحديث على هذا الاحتمال بالإقبال وفي الحديث الآتي بالإدبار .
فأقبل معناه على المعنى الأول قد تبين مما ذكر وكذا معنى أدبر وعلى المعنى الثاني فأقبل أي فنزل إلى هذا العالم فأفاض النفوس الفلكية بإذن ربه ثم الطبائع ثم الصور ثم المواد فظهر في حقيقة كل منها وفعل فعلها فصار كثرة وأعدادا وتكثر أشخاصا وأفرادا .
ثم قال له « أدبر » [1] ارجع إلى ربك فأدبر فأجاب داعي ربه وتوجه إلى جناب قدسه .
بأن صار جسما مصورا من ماء عذب وأرض طيبة ثم نبت نباتا حسنا ثم صار حيوانا ذا عقل هيولاني [2] ثم صار عقلا بالملكة ثم عقلا مستفادا ثم عقلا بالفعل ثم فارق الدنيا ولحق بالرفيق الأعلى وكذلك فعل كل من تبعه وشيعه من الأرواح



[1] قوله : " فقال له " أدبر " فإن قيل في الحديث الأول ذكر الأمر بالإقبال أولا بعكس ما في هذا الحديث . قلنا : لا منافاة لجواز تعدد الأمر بالإقبال والأمر بهما يعني بأن يكون الأمر بالإقبال مرتين : مرة قبيل الإدبار وأخرى بعده أو يكون الأمر بهما كلاهما مرتين . ومع ذلك فتأخر الإقبال أظهر ، فإنه يقبل إلى الله بعد الهبوط إلى الإمكان . وأما التوجه إلى الخلق بعد الإقبال على الله في السفر الثالث للأولياء فاطلاق الإدبار عليه بعيد ، فإنه سفر إلى الخلق بالحق . " ش " .
[2] قوله : ذا عقل هيولاني العقل الهيولاني هو القوة القابلة للصور العلمية . والعقل بالملكة : هو ادراك البديهيات . والعقل بالفعل : هو القوة المنطقية الكاسبة للعلوم النظرية بواسطة النظر والاستدلال ، وهذا يسمى عقلا مستفادا إن كان كاملا " ش " .

53

نام کتاب : الوافي نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 53
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست