الآخرة أو لا تزول ولا يجوز أن لا تزول لأنهما ضدان فكيف يجتمعان ولا يجوز أيضا أن تزول لأن الفرض أن الإيمان عبارة عن هذه المعرفة وأن هذا العلم من جملة أركان الإيمان والاعتقاد الصحيح بالله جل ذكره وأنه كذلك وظاهر أن الاعتقاد الصحيح لا يزول في الآخرة فمعرفته من جهة الرؤية ليست بصحيحة فلا يجوز أن يرى اللَّه سبحانه بهذه الأعين بحال .
302 - 5 الكافي ، 1 / 97 / 4 / 1 عنه عن أحمد بن إسحاق قال : كتبت إلى أبي الحسن الثالث عليه السّلام أسأله عن الرؤية وما اختلف فيه الناس فكتب « لا تجوز الرؤية ما لم يكن بين الرائي والمرئي هواء ينفذه البصر [1] فإذا انقطع الهواء عن الرائي والمرئي لم تصح الرؤية وكان في ذلك الاشتباه لأن الرائي متى ساوى المرئي في السبب الموجب بينهما في الرؤية وجب الاشتباه وكان ذلك التشبيه لأن الأسباب لا بد من اتصالها بالمسببات » .
بيان :
يعني بقوله وكان في ذلك الاشتباه أنه متى كان كذلك كان اللَّه مشتبها بخلقه تعالى عن ذلك علوا كبيرا .
303 - 6 الكافي ، 1 / 97 / 5 / 1 علي عن أبيه عن علي بن معبد عن عبد اللَّه بن سنان عن أبيه قال : حضرت أبا جعفر عليه السّلام فدخل عليه رجل من الخوارج فقال له يا أبا جعفر أي شيء تعبد قال اللَّه تعالى قال رأيته قال « بلى [2] لم تره العيون بمشاهدة الإبصار ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان لا يعرف بالقياس ولا يدرك بالحواس ولا يشبه بالناس موصوف بالآيات معروف

[1] كذا في جميع النسخ وقال في الكافي المطبوع في بعض النسخ " لم ينفذه البصر " انتهى لكن في النسخة المخطوطة المقروءة على المجلسي الأول ( رحمه الله ) كتب ( لم - خ ) ثم كتب بهامشه ( زائدة ك‌ " لا " . " ض . ع " .
[2] بل ، مكان بلى في الكافي المطبوع وأكثر النسخ التي بأيدينا . " ض . ع " .

381