responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوافي نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 201


وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً » [1] .
136 - 3 الكافي ، 1 / 44 / 2 / 1 عنه عن ابن عيسى عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن الصيقل قال سمعت أبا عبد اللَّه عليه السّلام يقول : « لا يقبل اللَّه عملا إلا بمعرفة ولا معرفة إلا بعمل فمن عرف دلته المعرفة [2] على العمل ومن لم يعمل فلا معرفة له ألا إن الإيمان بعضه من بعض » .
بيان :
ولا معرفة لا لنفي الجنس وليس للعطف كما قد يظن [3] وتحقيق المقام أن كل معرفة تثمر حالا وصفاء في النفس وكل حال يحمل صاحبه على عمل وطاعة وكل طاعة تثمر حالا آخر وصفاء غير الأول وهو يثمر معرفة أخرى سوى الأولى وهكذا يتكامل إيمان المرء بالمعرفة والطاعة حتى بلغ الغاية وخلص من التعب والمشقة واستقر في مقام الأمن والراحة واصلا إلى عين اليقين .
وقد ضربنا لذلك مثلا في مقدمة الكتاب فمن لا معرفة له بالله واليوم الآخر فكيف يعبده أم كيف ينوي التقرب إليه أو يخضع له أو يشتاق لقاءه مع أن هذه كلها هي روح العبادة وقوامها ومن لا عبادة له ولا رياضة شرعية كيف يصفي نفسه ويرق



[1] الكهف / 103 - 104 .
[2] قوله " فمن عرف دلته . . . " تفصيل وتبيين لما ذكر قبله إجمالا والمراد أن المعرفة من شأنها الدلالة والايصال إلى العمل والعمل من آثارها المترتبة عليها ، ومن لم يترتب أثر المعرفة على ما فيه ويظنه معرفة فإما لعدم كونه معرفة في ذاته ( أي جهلا مركبا ) أو لعدم كونه معرفة له أي ثابتة مؤكدة الثبوت له ظاهرة فيه غالبة على أضدادها فالحالة الحاصلة في الشخص من اجتماع ما للقلب والقوة العقلية وما للقوي الخيالية والوهمية وما للقوي الشهوانية والغضبية لا كمالية ولا معدودة معرفة كالمركب من المسك والقاذورات لا يشم منه إلا المركب من كيفيتهما ، وهو النتن لا الطيب . فلا يقال لرائحة المسك المخلوطة بنتن القاذورات عند الاختلاط عرف وريح طيبه ولا يكون مستعمل المسك على هذا النحو مستعملا للطيب كذا العرفة المنغمرة في الأهواء والمنى والجهات الداعية إلى الشر والفساد لا يكون معرفة ولا يكون صاحبها على هذا النحو سالكا طريق النجاة بل الحالة المركبة من جميع هذه الأمور أقوى في الايصال إلى الضلال والهلاك . رفيع - ( رحمه الله ) .
[3] لأن معناه حينئذ ولا يقبل الله معرفة إلا بعمل ومفاده أن المعرفة بدون العمل متحققة لكنها غير مقبولة وفيه ما فيه إذ العمل هو السبب في انشراح الصدر بنور المعرفة فلا يتحقق بدونه حتى يكون مقبولة أو غير مقبولة ( عهد ) رحمه الله .

201

نام کتاب : الوافي نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 201
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست