responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوافي نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 200


من عمل على غير علم كان ما يفسد أكثر [1] مما يصلح » .
بيان :
هذا الحديث مثل سابقه في المعنى والسر فيهما أن إصلاح القلب وتطهيره بالعبادات الجسمانية وتصفية النفس وتهذيبها بالأعمال البدنية ليست مقصودة بالذات لأنها كالإعدام للملكات والعدم لا يكون مطلوبا إلا بالعرض إنما المطلوب أن ينكشف له المعارف الحقيقية من العلم بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر لكل إنسان بحسب عقله وفهمه على تفاوت مراتبهم في ذلك .
ولا تنكشف هذه المعارف إلا بأن يقع ذلك الإصلاح والتطهير على وجهه مأخوذا عن صاحب الشرع صلّى الله عليه وآله وسلّم مع اعتقاد صحيح ولو بالسماع منه فمن اقتصر في سلوكه على مجرد العمل والرياضة والمجاهدة من غير بصيرة ولا معرفة فالتصفية تصير وبالا عليه إذ تتحرك النفس بالخواطر الوهمية وتستولي عليه الوساوس النفسانية فيشوش القلب حيث لم يتقدم له رياضة النفس بالعلوم الحقة والأفكار الصحيحة ولم يأخذ كيفية العبادة عن صاحب الشرع وخلفائه صلّى الله عليه وآله وسلّم .
فيتشبث بالقلب خيالات فاسدة وتصورات باطلة وأوهام كاذبة وربما يتخيل في ذات اللَّه وصفاته اعتقادات فاسدة من باب الكفر والزندقة وفي زعمه أنها صحيحة حقة نعوذ بالله منه وربما يقتدي به غيره فيتعدى شره ويصير من الجاهلين المتنسكين القاصمين للظهر ثم مع ذلك قلما يخلو من إعجاب بنفسه وافتخار بعمله واغترار بعبادته ونظر إلى سائر الناس بعين الاحتقار والازدراء .
وربما يتشحن [2] باطنه بأمراض نفسانية وهو غافل عنها غير ملتفت إلى معالجتها وإزالتها وربما يظن الرذائل فضائل والعيوب كمالات فيكون ممن أخبر اللَّه تعالى عنهم بقوله سبحانه : « قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمالًا + الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا



[1] قوله " كان ما يفسد أكثر مما يصلح ، أي كان الفساد في عمله الذي لم يكن من علم أكثر من الصلاح فيه . وكلما كان الفساد فيه أكثر من الصلاح كان قبيحا غير مطلوب للحكيم - رفيع ( رحمه الله ) .
[2] شحن السفينة : ملأها - قاموس .

200

نام کتاب : الوافي نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 200
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست