راضية بذلك ، وظاهر الآية عدم الاختيار لأحد من المؤمنين ولا المؤمنات فيما أقدم عليه الرسول فيهم ، وأن أمره وتزويجه نافذ ، وإن لم تكن به راضية ، فإنه يقال : يمكن أنت يكون نزول الآية لتحصيل رضايتها ، وقبولها ذلك ، وأنه يجب عليها أن تأذن في التزويج حتى يزوجها الرسول من زيد ، وليست صريحة في أنه صلى الله عليه وآله زوجها منه ولم تكن به راضية ، مع أنه لو ثبت أمره كذلك في مورد خاص يكشف به عن أمر الله تعالى في خصوص المورد . وأما الاستدلال في المقام بأنهم عليهم السلام وسائط للفيض بين الله وعباده فغير مربوط بالولاية المبحوث عنها ، وإن كنا سمعنا واستفدنا من الأستاذ مد ظله العالي ، في أثناء البحث استطرادا في هذا الباب أيضا ما أرشدنا إلى المعارف الآلهية العالية ، والعقائد الحقة . تذييل بقي الكلام في أنه كما يجب إطاعة الرسول صلى الله عليه وآله في الأحكام الشرعية والأمور الاجتماعية السياسية ، والاعتبارات العرفية ، فهل يجب في الأمور العادية ، مثلا لو أمر بقيام رجل وجلوس آخر ، وأكل ثالث ، وشرب رابع ، فهل يجب عليهم الإطاعة والامتثال لكونه صلى الله عليه وآله وليا عليهم وأولى منهم ، أو لا يجب ذلك ، لانصراف الولاية إلى غير تلك الأمور فوجهان . فإن قلنا إنه صلى الله عليه وآله كلما يقول ويأمر وينهى ، فهو من جانب الله تعالى ومبدء الوحي والالهام ، لقوله تبارك وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى فلا يتصور له صلى الله عليه وآله أمر شخصي أصلا ، بل كلما يقول من أمر ونهي ، فهو مما أنزله الله تعالى على الناس بلسانه ، وألزمهم ببيانه ، فعلى هذا الفرض لا يتأتى البحث أبدا ، إذ يجب الإطاعة قطعا ، وتحريم المخالفة حتما . وإن قلنا إن الآية غير ناظرة إلى الأمور العادية والأوامر الشخصية ، بل هي منصرفة إلى الأحكام الشرعية والأوامر الإلهية ، التي من شأنها نزول الوحي ،