نام کتاب : النور الساطع في الفقه النافع نویسنده : الشيخ علي كاشف الغطاء جلد : 1 صفحه : 114
مخالفتها فليتهم نفسه ، كما أن من ذاق شيئا فوجده مرا فقال له أهل الذوق انه ليس بمر يجزم بأن ذائقته مؤوفة مغشوشة . لكن ربما يلقي الشيطان في قلبه ان موافقة الفقهاء تقليد ونقص فضيلة فلا بد من المخالفة حتى يصير الإنسان مجتهدا فاضلا ، ولا يدري أن هذا غرور من الشيطان وإن حاله حينئذ حال ذي الذائقة المؤوفة حين ما قالوا إنه ليس هاهنا مرارة فيقول : أنا أراه مرا ولا اقلدكم وتكونون أفضل مني . ( الثاني ) أن لا يكون رجلا في قلبه محبة الاعتراض والميل اليه بحيث متى ما سمعت شيئا يشتهي أن يعترض عليه أما حبا لإظهار الفضيلة أو أنه مرض قلبي ومثل هذا لا يكاد يهتدى ولا يعرف الحق من الباطل ، بل ربما رأينا بعض الفضلاء الزاهدين البالغين أعلى درجة الفضل والزهد فسد عليه بعض أصول دينه فضلا عن الفروع بسبب هذه الخصلة الذميمة . وقد شبه المرحوم البهبهاني هذا البعض بالكلب العقور . ( الثالث ) أن لا يكون لجوجا عنودا فانا نرى كثيرا من الناس انهم إذا حكموا بحكم في بادئ نظرهم ، أو تكلموا بكلام غفلة أو تقليدا أو لشبهة سبقت إليهم يلحون ويكابرون لإثباتها من قبيل الغريق ( يتشبث بكل حشيش ) للتتميم والتصحيح ، وليس همهم متابعة الحق بل جعلوا الحق تابعا لقولهم ، وهؤلاء أيضا كسابقيهم لا يهتدون بل ربما ينكرون البدهي ويدعون خلافه ، فإذا كان هذا حالهم في البدهيات فما ظنك بالنظريات القطعية فضلا عن الظنية فإن الظن قريب من الشك والوهم وبأدنى قصور أو تقصير يزول ، لا سيما الظنيات التي وقع فيها الاختلال من وجوه متعددة يحتاج رفعها وعلاجها إلى شرائط كثيرة . ( الرابع ) أن لا يكون في حال قصوره مستبدا برأيه فإنا نرى كثيرا من طلاب العلم في أول أمرهم في نهاية قصور الباع وفقدان الاطلاع ومع ذلك
114
نام کتاب : النور الساطع في الفقه النافع نویسنده : الشيخ علي كاشف الغطاء جلد : 1 صفحه : 114