وأما أصحابنا فليس لهم في هذا المعنى ما يشار إليه ، بل لهم مختصرات ، وأوفى ما عمل في هذا المعنى كتابنا النهاية . . . " [1] . ولكن - مع الأسف - لم يدم هذا التحرك حيث حصلت فترة بعد وفاة الشيخ قدس سره فكان الغالب من الفقهاء يعتمدون الاختصار في كتبهم الفقهية ، وكانت مؤلفاتهم تشبه المقنع والهداية والمقنعة والنهاية ، نعم امتازت الكتب المتأخرة بعدم الالتزام بنفس المتن الروائي بل توسعت في ذلك نوعا ما ، ولكن كان الطابع العام فيها ما ذكرناه . ومن امتيازات بعض هذه الكتب أنها ذكرت في مقدمتها بحثا كلاميا حول أصول الدين ، أو بحثا أصوليا حول أصول الفقه كالكافي للحلبي والغنية لابن زهرة . وأهم الكتب المدونة على هذا النحو هي : 1 - الكافي في الفقه : لأبي الصلاح الحلبي ، المتوفى ( 446 ) . 2 - المراسم : لأبي يعلى حمزة بن عبد العزيز المعروف ب " سلار " ، المتوفى ( 462 ) . ( 3 ) المهذب : للقاضي عبد العزيز بن البراج الطرابلسي ، المتوفى ( 481 ) . 4 - جواهر الفقه : له أيضا . 5 - إشارة السبق : للشيخ علاء الدين علي بن الحسن الحلبي . 6 - الوسيلة : لابن حمزة محمد بن علي ، المتوفى ( 570 ) . 7 - غنية النزوع : لأبي المكارم حمزة بن علي بن زهرة ، المتوفى ( 585 ) . وغير هؤلاء ممن يطول ذكرهم . وبعد ذلك كله جاء دور الفقيه الجرئ أبي جعفر محمد بن منصور بن أحمد بن إدريس الحلي ، المتوفى ( 598 ) .