يعرف هذا وأشباهه من كتاب الله عز وجل ، قال الله تعالى : ( ما جعل عليكم في الدين من حرج ) [1] امسح عليه [2] . وقد ورد عن الرضا عليه السلام قوله : " علينا إلقاء الأصول ، وعليكم التفريع " [3] . وأما ما ورد عنهم عليهم السلام من رفض الاجتهاد ، فالمقصود منه رفض ما كان متعارفا عند غيرهم آنذاك من الأخذ بالرأي ، والعمل بالقياس والاستحسان ، لا الاجتهاد بالمعنى المتقدم . وللأئمة عليهم السلام - خاصة أبي عبد الله الصادق عليه السلام - مناظرات في إبطال القياس ، منها مناظرته مع أبي حنيفة [4] . كانت هذه مميزات مذهب أهل البيت عليهم السلام التي تضطر الإنسان للالتزام به . حاصل الأبحاث السابقة : والذي نستنتجه من الأبحاث السابقة هو : 1 - أن الإنسان بحاجة إلى نظام اجتماعي ، وأن فطرته هي التي تهديه إلى هذه الضرورة والحاجة . 2 - وأن الإنسان غير قادر تشريع أسس الحياة الاجتماعية لقصور فيه ، فاللازم عليه أن يخضع للتشريع الإلهي . 3 - وأن الشريعة الإسلامية هي أكمل الشرائع الإلهية لأسباب :
[1] الحج : 78 . [2] الوسائل 1 : 327 ، الباب 39 من أبواب الوضوء ، الحديث 5 . [3] الوسائل 18 : 41 الباب 6 من أبواب صفات القاضي الحديث 52 . [4] نقلها أبو نعيم في حلية الأولياء 3 : 196 ، ونقل ابن حزم قضية أخرى في كتاب إبطال القياس : 71 . وراجع مقدمتنا لكتاب " تاريخ حصر الاجتهاد " للعلامة الطهراني ، وراجع عنوان " الاجتهاد " في القسم الأصولي من هذا المجلد .