ونهاكم عنه ، فإنه إنما يخشى الله من عباده العلماء " . فهل كان في المسلمين آنذاك من له القدرة على بيان فلسفة التشريع بهذه المثابة ، وهل ورد عن غير أهل البيت مثل ذلك ؟ ! . هذا مع غض النظر عما في الخطبة من المعارف الإلهية الأخرى الرفيعة المستوى . 2 - ومن ذلك ما ورد في علم علي عليه السلام : ورد في ذلك كثير نقتصر فيه على حديث واحد ، ف ( إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ) [1] . فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : " أنا مدينة العلم وعلي بابها " ، وفي بعضها زيادة : " فمن أراد المدينة فليأت الباب " [2] . ألا يعني هذا الحديث : أن العلم النبوي قد أودع في صدر علي عليه السلام ، فمن أراد الوصول إلى منبع الفيض الإلهي فعليه أن يأخذه منه ؟ وألا يدل على أن علم علي عليه السلام مأخوذ من النبي صلى الله عليه وآله فيكون أصوب الطرق للوصول إلى الحكم الشرعي ؟ ويؤيد ذلك ما ورد عن علي عليه السلام أنه قال عن نفسه : " علمني رسول الله ألف باب من العلم " . وممن نقل هذا الحديث ، الرازي في تفسيره ، فقد ذكره عن بعضهم ذيل قوله
[1] سورة ق : 37 . [2] نقل الحديث جمع كثير من أئمة السنة وحفاظ حديثهم في الصحاح والمسانيد بطرق عديدة ، وقد أرسلوه إرسال المسلمات ، وعدهم المحقق الأميني في موسوعته القيمة " الغدير " فزادوا على مائة وأربعين شخصا ، منهم الحاكم في مستدركه ، والإمام أحمد في مناقبه والخطيب البغدادي في تاريخه - في مواضع عديدة - وغير هؤلاء من الشخصيات الكثيرة .