أخرى ، أما الشبهات الحكمية كالشك في طهارة نطفة الشاة فلا تجرى فيها [1] . ويجمع كل ذلك عدم جواز الاعتماد في استنباط الأحكام الشرعية على الاستنباطات الظنية كالقياس والاستحسان والاستصحاب وأصالة البراءة ، وغيرها من القواعد الظنية [2] ، بل إن ما ليس من ضروريات الدين من المسائل الشرعية - أصلية كانت أو فرعية - ينحصر مدركه في السماع من الصادقين ( ع ) [3] . كانت هذه أهم العناصر التي تكون نظرية الاسترآبادي ، وقد تمكن من التأثير على المراكز العلمية والثقافية الشيعية ، فقد تسربت أفكاره - في العقد الرابع من القرن الحادي عشر - في النجف ، ومنها إلى سائر البلاد التي يقطنها الشيعة ، وتمركزت في البحرين . وكان السائرون على خطه مختلفين في الانتصار له شدة وضعفا ، وكان من أبرزهم : 1 - محمد تقي المجلسي المتوفى ( 1070 ) ، وكان شديد التأثر به . 2 - محمد باقر بن محمد تقي المجلسي المتوفى ( 1111 ) ، وكان معتدلا . 3 - محمد بن مرتضى المعروف بملا محسن الكاشاني المتوفى ( 1091 ) ، وكان في أوله شديد التأثر به ، وجمع بين الأخبارية والحكمة . 4 - محمد بن الحسن الحر العاملي المتوفى ( 1104 ) . 5 - السيد نعمة الله الجزائري المتوفى ( 1112 ) . 6 - الشيخ يوسف البحراني المتوفى ( 1186 ) ، وكان من أهم رجال الفكر الأخباري ، وكان في غاية التقى والورع ، سليم النفس ، معتدلا في الطريقة ، منتقدا للمتصلبين حتى الاسترآبادي نفسه ، حيت قال عنه : " . . . وهو أول من فتح باب الطعن على المجتهدين وتقسيم الفرقة الناجية إلى أخباري ومجتهد ، وأكثر في كتابه الفوائد المدنية من التشنيع على المجتهدين ، بل ربما نسبهم إلى تخريب الدين ، وما أحسن وما أجاد ولا وافق الصواب والسداد لما قد ترتب على ذلك
[1] الفوائد المدنية : 148 . [2] نفس المصدر : 90 و 114 . [3] نفس المصدر : 128 .