وأمّا الشقّ الثاني : وهو ما أفاده اطَّلاعا جديدا ولكن لا يفيد العلم بانحصار من نسب إليه النقص في واحد ، كما إذا نسب إلى أحد من رآه من أهل ناحيته البخل والدناءة . حيث إنّ المخاطب كان يحتمل كون جميع من وقعت عليه رؤية المتكلَّم في هذا اليوم متّصفا بالكرم والرفعة . ويحتمل كون جميعهم متّصفين بالبخل والدناءة . ويحتمل التبعيض . فهذا الكلام قد أفاده نفي الاحتمال الأوّل ويبقى الأخيران بحالهما ، فالكشف متحقّق هنا لحصول العلم الإجمالي المذكور للمخاطب ، ولكن قيد الكراهة منتف فإنّ [ مرئيّ ] المتكلَّم لا يكره هذا الكلام ، نعم يكره كون نفسه مقصودا به فيرجع كراهته إلى أمر آخر راجع إلى سوء سريرة المتكلَّم معه ، وقصده المعنى السوء في حقّه ، ولكن نفس الكلام حيث لا كاشفية له عن ذمّ وتنقيص بالنسبة إليه ليس مكروها له ، فلهذا لا تتحقّق الغيبة في هذا الشقّ أيضا . وأمّا الشق الثالث : أعني ما إذا أفاد الكلام المخاطب اطَّلاعا جديدا وكان من انتسب إليه النقص منحصرا في واحد غير محتمل فيه التعدّد ، كما في المثال إذا كان المخاطب عالما بأنّ المتكلَّم لم ير في هذا اليوم من أهل ناحيته إلَّا شخصا واحدا ، فحينئذ عنوان المرئي للمتكلَّم من أهل ناحيته يحتمل المخاطب ألَّا يكون له فرد بخيل دني ، لاحتمال كون فرده المفروض انحصاره في واحد كريما رفيعا . ويحتمل أن يكون له ذلك الفرد لكن على تقدير وجوده يعلم انحصاره في واحد لفرض انحصار الكلي المذكور في واحد ، فإذا قال المتكلَّم : الشخص الواحد الذي رأيته اليوم كان بخيلا دنيّا ، ينتفي بواسطة هذا الكلام الاحتمال الأوّل ويبقى الثاني . والمفروض عدم احتمال التعدّد ، فالكشف حاصل هنا كما في المثال المتقدّم ولكن الكراهة هنا موجودة ، فإنّ اللفظ بواسطة اكتنافه بالقرينة الحالية التي هي معلومية انحصار مرئي المتكلَّم في المثال في واحد صار مكروها للمغتاب - بالفتح