بواسطة كلمة من الظاهرة في عدم القصر فيما ذكر ، وذلك أنّ المراد من كلمة من ليس هو التبعيض ، بل المراد مطلق إلحاق ما ذكر وإدراجه في الغيبة في مقابل نفي ذكر ما ليس فيه عن الغيبة . ألا ترى قوله بعد ذلك : وإنّ من البهتان أن تقول في أخيك ما ليس فيه ، فالمقصود مجرّد التفرقة بين الغيبة والبهتان من دون نظر إلى التبعيض . وإذن فالرواية المذكورة كافية في إثبات المرام بحسب الدلالة ، لكن خدش في سندها المحقّق المحشي الجليل لكلام شيخنا المرتضى - قدّس سرّهما - بأنّ فيه الحسن بن علي الوشاء المحكي عن التهذيب أنّه مطعون فيه ، وعن الوجيزة أنّه ضعيف والراوي عنه معلى بن محمّد . وفيه كلام . أقول : أمّا الحسن ، فيروي عنه أحمد بن محمد بن عيسى بل واستجاز منه ، وفي كلام الخلاصة وفهرست النجاشي أنّه كان وجها من وجوه هذه الطائفة ، وزاد في الأخير وعينا من عيونها ، والطعن المحكي عن التهذيب أنّه كان وقف ثمّ رجع وقطع . وفي منتهى المقال عن الوجيزة أنّه ثقة فلم يعرف وجه ما حكاه شيخنا المحشي - طاب ثراه . وأمّا معلَّى بن محمّد ، فيروي عنه الحسين بن محمّد بن عامر الأشعري وهو من أجلَّاء مشايخ الكليني ، وقد أكثر الرواية عنه وعن الوجيزة الحكم بضعفه ، ثمّ بعدم ضرره لأنّه من مشايخ الإجازة . بل عن المعراج عن بعض معاصريه عدّه من مشايخ الإجازة وعدّ حديثه صحيحا . نعم ، في الخلاصة وفهرست النجاشي إنّه مضطرب الحديث والمذهب ، لكن قال : النجاشي بعد ذلك : وكتبه قريبة .