عن الاستدلال إذ يحتاج إلى إثبات من الخارج . بقي في المقام الخبر الثلاثون وهو رواية من أطال الجلوس في بيت الخلاء لاستماع غناء بعض الجيران فردعه الإمام عليه السّلام بقوله تعالى * ( إِنَّ السَّمْعَ والْبَصَرَ والْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْه مَسْؤُلًا ) * وهذا أيضا غير دال لأنّ الظاهر أنّ الراوي كان مرتكزا عنده انّه حيث لم يأت إلى الغناء برجله لم يرتكب إثما فتخيّل انحصار الإثم بالجوارح من قبيل اليد والرجل ، ويدلّ عليه اعتذاره على ما في رواية أخرى حكاها شيخنا المرتضى في رسائله ، ولم أعثر عليها بعد بأنّه شيء ما أتاه برجله ، فردعه الإمام عن هذا الخيال بالآية الشريفة ، وانّ للسمع والبصر والفؤاد أيضا تكليفا ، ولا شكّ أنّ الموجود في مورد الرواية هو الاستماع فهي ساكتة عن حكم السماع ودخوله تحت السمع في الآية محتاج إلى إثبات من الخارج إذ من المعلوم كون المراد مسئولية السمع فيها هو محرّم عليه فيحتاج تعيين ما هو محرّم عليه من دليل آخر غير الآية .